يبدو ان عبارة الألم يوّلد الابداع تنطبق على جولي مالكي، الفتاة السورية التي تشارك في الموسم الثامن من برنامج The Voice بنسخته الفنلندية. جولي تركت سوريا منذ ثماني سنوات وسافرت إلى السويد، وبعد قبولها للمشاركة في البرنامج، أطلت في مرحلة الـBlind أو "الصوت وبس" وأدت أغنية Million Years Ago لـAdele.
صوت جولي ما كان الشيء الوحيد الذي أبهر اللجنة، انما الاحساس والألم الموجود داخلها، فبدا المدربون الأربعة الذين أداروا لها كراسيهم متأثرين جداً خلال غنائها، ولم تخفِ Anna Puu دموعها. أما Toni Wirtanen فوصف غنائها بالساحر والقوي واعتبر أن هناك ألم مجهول في صوتها.
تقول إحدى مقاطع الأغنية:
"I miss my mother, I miss it when
Life was a party to be thrown
But that was a million years ago".
سألها Redrama هل أنت حقيقية جداً في حياتك؟ فردت أنا كذلك... قال لها: "عندما ذكرت عبارة انك اشتقت لوالدتك لا أدري كانت مختلفة".. فردت جولي: "لقد فقدت والدتي منذ سنة وأهدي كل شيء لها، فهي أروع انسان عرفته في حياتي"، الغصة التي شعرت بها والدموع التي رافقت جولي انعكست أيضاً على المدربين وخاصة على Redrama الذي لم يستطع أن يحبس دموعه. وعلّق : "تأثرت كثيراً في مواسم سابقة خلال غناء عدد من المواهب ولكن ليس بهذه الطريقة، فأنت لديك هدية أو قدرة على نقل مشاعرك وإحساسك للآخرين". أما آنا فاعتبرت انه "شعور متناقض رائع ورهيب عندما يؤثر بك صوت أحد، وكأنه وجه لكمة لقلبك أو لوجهك مما قد يجعلك تبكي".
موهبة جولي دفعت أصالة لأن تنشر لها فيديو على صفحتها على انستغرام من مشاركتها في البرنامج وعرّفت عن جولي ، ووصفتها بـ"الرائعة".
جولي مالكي ليست أول فتاة سورية تشارك في برنامج The Voice بنسخته الأجنبية، فسبقتها منال ابتسام التي شاركت في "ذا فويس" بنسخته الفرنسية وهي أول فتاة محجبة تشارك في هذه النسخة.
منال ولدت في فرنسا من أب سوري-تركي وأم جزائرية، وخلال مشاركتها في بداية عام 2018 في مرحلة "الصوت وبس" أدت أغنية "هللويا" لليوناردو كوهين باللغتين الانجليزية والعربية، وأثارت اعجاب المدربين الأربعة الذين أداروا لها كراسيهم.
لكن منال لم تسلم من الهجوم، أولاً لأنها محجبة، فالبعض اعتبر أنها تمثل صوت الاسلاميين، والبعض الآخر دافع عن وجودها الذي وصف هذه المشاركة فرصة للتآخي وتقبل الآخر.
أما الهجوم الأعنف فجاء بسبب تغريدة لها على حسابها على "تويتر" كانت كتبتها قبل سنتين من مشاركتها في البرنامج، وذلك بعد هجوم نيس في فرنسا في يوليو 2016، الذي راح ضحيته 84 شخصاً وتبين أن منفذ الهجوم تونسي، إذ شككت منال بطبيعة الهجوم الارهابي، وسخرت حينها من أن التحضير لأي عمل إرهابي يتطلب من منفذ الهجوم أن يحمل معه بطاقة هويته!
وبين مؤيد ومعارض، أحدثت منال عاصفة على السوشيال ميديا، فاعتبر البعض أن تعليقاتها مسيئة لضحايا الهجوم في نيس،وذهب البعض بمطالبة إدارة TF1 بإقصاء منال عن البرنامج بحجة انها تدعم الارهاب. بينما دافع عنها آخرون معتبرين أنها تتعرض للهجوم فقط لأنها مسلمة.
الأمر الذي أثار استياء منال ودفعها لأن تنشر فيديو على يوتيوب أكدت ان مشاركتها في البرنامج جاءت : "بهدف جمع الناس لا تفريقهم، للتشجيع على التفكير، لا على إغلاق العقول"، ثم أعلنت انسحابها من البرنامج.
ولكن الجمهور لم يتعرف إلى منال فقط من خلال "ذا فويس" بل هي شخصية معروفة على السوشيال ميديا من خلال الفيديوات التي تنشرها، كما انها تتحضر لاحياء حفل في بلجيكا في 11 يناير الجاري.