حالة جدل واسعة رافقت المؤتمر الصحفي الذي عقده المبعوث الأميركي توماس براك في القصر الجمهوري ببيروت، بعدما وصف تفاعل الصحفيين بكلمة أثارت ضجة على منصات التواصل.
فبينما اعتبر كثيرون أنه قال animalistic أي “حيواني”، رأى آخرون أنه قال anomalastic أي “غير منتظم” أو “فوضوي”، في إشارة إلى تكرار الأسئلة العشوائية في القاعة وخروجها عن إطار التنظيم.
بعض المغردين أكدوا أنهم أعادوا الفيديو مرات عديدة ووجدوا أن النطق كان واضحاً لكلمة animalistic، معتبرين الأمر إهانة صريحة، فيما ذهب آخرون إلى أنه حتى لو لم يقصد “حيواني”، فإن تعليقاته عكست نوعاً من الاحتقار بعد أن طلب من الصحفيين أكثر من مرة أن يهدأوا ويتصرّفوا بشكل حضاري قائلاً: act civilized.
كما اعتبر بعض المتابعين أن الصحفيين استحقوا الملاحظة بسبب الفوضى في إدارة الأسئلة.
الجدل استمر مع صدور بيان عن رئاسة الجمهورية اللبنانية عبّر عن أسفه للكلام الذي صدر من منبرها، مؤكداً احترامها المطلق لكرامة الإنسان وتجديد تقديرها الكامل للصحفيين والإعلاميين. هذا البيان لاقى تفاعلاً واسعاً على السوشيال ميديا، حيث قام عدد من المشاهير بإعادة نشره ومن بينهم إليسا.
داود الشريان علّق عبر حسابه متسائلاً: “هل يمكن لمسؤول أميركي أن يخاطب الصحفيين في واشنطن كما فعل برّاك في بيروت؟”، معتبراً أن ما قاله لا يليق بمكانة الصحافة.
إياد الحمود بدوره شارك مقطع الفيديو الذي وثّق تصريحات برّاك، واعتبر أن ما صدر عنه يُظهر قلة احترام للصحفيين وللبلد المضيف.
عدد من الإعلاميين اللبنانيين بدورهم عبّروا عن استيائهم، حيث وصفها البعض كلامه بأنه “إهانة لحرية الصحافة وتجاهل لقواعد اللياقة الدبلوماسية”، بينما علقت بولا يعقوبيان عبر إكس قائلة: "ما صدر عن #توم_باراك اليوم مُستهجَن، ولا ينتقص من مكانة #الصحافة_اللبنانيّة، بل يكشف مدى انهيار صورة الديبلوماسية الغربيّة وانحطاطها في أبسط قواعد الاحترام والتخاطب الدبلوماسي".
التصريحات التي وُصفت بالصادمة دفعت نقابة المحررين واتحاد الصحفيين في لبنان إلى المطالبة باعتذار رسمي وعلني من برّاك، مع التلويح بمقاطعته في حال تجاهل هذه الدعوات. وجاء في البيان: “نطالب السيّد برّاك بتقديم اعتذار رسمي وعلني عمّا بدر منه تجاه الصحافيين، ونطالب السفارة الأميركية في بيروت بموقف تجاه هذه التصرّفات غير المقبولة، كما ندعو وسائل الإعلام اللبنانية والعربية إلى مقاطعة أنشطته ومؤتمراته الصحافية إلى حين اعتذاره.” واختُتم البيان بالتشديد على أن الكلمة الحرّة في لبنان ستبقى أعلى وأسمى من أي شتيمة، وأنّ كرامة الصحافي خط أحمر.