وسط الزخم المتسارع لعروض أسبوع الموضة في لندن، اختار المصمم البريطاني ريتشارد كوين أن يقدّم شيئًا مختلفًا. في قاعة سينفونيا سميث سكوير، افتتح عرضه لمجموعة ربيع وصيف 2026 بطريقة بعيدة عن الإيقاع السريع والموسيقى الصاخبة التي اعتادها الجمهور. المكان كان مهيّأً كأنّه جزء من دار أوبرا: سجاد بيج، ثريات كريستالية، ستائر فخمة، ورود كثيفة تصل حتى السقف، وأورغن خشبي مصقول حديثًا.
ظهور نعومي كامبل في لحظة مسرحية خالصة
اللحظة الأبرز في العرض كانت ظهور نعومي كامبل، التي دخلت بهدوء وثقة في فستان أسود من المخمل، مصمَّم بقصة طويلة مستقيمة، ومزيّن بكورسيه أبيض مكشوف الكتفين وتفصيل وردة بيضاء عند الصدر. مشهدها كان برفقة فرقة موسيقية وأوركسترا حيّة، مما حوّل المنصة إلى مشهد مسرحي متكامل. عكست إطلالتها فكرة "ليلة في دار الأوبرا"، الاسم الذي اختاره كوين لهذا العرض.
عرض يحمل طابعًا كلاسيكيًا مبهجًا
المجموعة الجديدة جاءت بتصاميم مستوحاة من فترات تاريخية ذات طابع درامي. ظهرت الفساتين بأجسام ضيقة وخصور مشدودة، مع تنانير منفوخة مزينة بالتطريزات الكثيفة، سواء كانت بلورات أو ورود بارزة. خامات ثقيلة من الساتان والتول، ولمسات من الفخامة الكلاسيكية، كلّها أعادت إلى الأذهان أناقة المناسبات القديمة، التي يبدو أن كوين يحرص على إحيائها في كل موسم.
توازن بين الدراما والأناقة
بين فساتين الفيكتوريا، الأقمشة اللامعة، والورود الباروكية، حافظ ريتشارد كوين على أسلوبه المعروف، مزيج من الرقي التقليدي ولمسة من المسرحية. رغم بعض الصعوبات التي واجهتها العارضات في السير بسبب ثقل الأقمشة، فإن العرض نجح في نقل الحضور إلى عالم مختلف، أكثر هدوءًا ورومانسية. وكانت نعومي، كالعادة، قادرة على السير بثبات وإتقان، حتى في أكثر الظروف تعقيدًا.