في خطوة مفاجئة ومثيرة للاهتمام في عالم الموضة، أعلنت دار فندي Fendi الإيطالية عن تعيين ماريا غراتسيا كيوري في منصب المديرة الإبداعية الرئيسية للدار، لتعود إلى الدار التي بدأت فيها مسيرتها المهنية منذ أكثر من ثلاثة عقود وذلك بعد أن غادرت منصبها في ديور.
عودة إلى الجذور
تُعد هذه العودة بمثابة عودة إلى الجذور لكيوري، حيث بدأت حياتها المهنية في فندي في عام 1989 كمصممة إكسسوارات، واستمرت في العمل هناك حتى عام 1999. من أبرز إنجازاتها خلال تلك الفترة كان تطوير حقيبة "الباغيت" الشهيرة، التي أصبحت واحدة من رموز الدار وأكثر منتجاتها شهرة.
وقالت كيوري ما معناه:
"أعود إلى فندي بشرف وفرح، فقد حظيت بامتياز البدء تحت إشراف مؤسِسات الدار – الأخوات الخمس. لقد كانت فندي دائمًا منصة لانطلاق المواهب في عالم الإبداع بفضل قدرة هؤلاء النساء على احتضان الأجيال وصقل المهارات."
أول عرض في فبراير 2026
من المقرر أن تُقدِّم كيوري أول مجموعة نسائية لها لفندي في موسم خريف وشتاء 2026، وذلك ضمن أسبوع الموضة في ميلانو في فبراير المقبل.
مرحلة انتقالية في فندي
تأتي هذه التعيينات بعد سلسلة من التغييرات في الهيكل الإبداعي للدار. فبعد أن غادر كيم جونز منصبه كمدير إبداعي للأزياء النسائية في أكتوبر 2024، تولّت سيلفيا فينتوريني فندي حفيدة مؤسسي الدار مسؤولية التصميم للنساء والرجال خلال احتفالات الدار بمئويتها في 2025. وفي 29 سبتمبر 2025، تم تعيينها في منصب شرفي كرئيسة فخرية، مما مهد الطريق لقدوم كيوري.
دعم من مجموعة LVMH
رئيس مجلس إدارة مجموعة LVMH، برنار أرنو، عبّر عن ثقته في قدرة كيوري على تجديد روح فندي، قائلاً ما معناه:
"ماريا غراتسيا كيوري واحدة من أعظم المواهب الإبداعية في عالم الموضة اليوم. أنا سعيد بعودتها إلى فندي لتواصل التعبير عن رؤيتها الجريئة ضمن مجموعة LVMH."
رؤية جديدة للمستقبل
من جانبه، رحّب رامون روس، المدير التنفيذي الجديد لفندي منذ يوليو الماضي، بانضمام كيوري:
"لم يعد دور المدير الإبداعي يقتصر على تصميم الأزياء فقط، بل أصبح يتطلب قيادة ثقافية تعكس واقعنا. رؤية كيوري ستساهم في تعميق إرث فندي وتعزيز الحرفية الإيطالية."
من ديور إلى فندي: سيرة حافلة بالإنجازات
غادرت كيوري دار ديور Dior في وقت سابق من هذا العام بعد سبع سنوات ناجحة كانت فيها أول امرأة تتولى قيادة تصميم الأزياء النسائية في الدار الفرنسية. وقد غيّرت من خلالها هوية ديور لتكون أكثر نسوية وشمولية، وأبرزت ذلك من خلال التعاون مع فنانات مثل جودي شيكاغو وميكالين توماس، ومن خلال تصميم قطع حملت رسائل نسوية مثل "يجب أن نكون جميعًا نسويين".
موقع استراتيجي في روما
من الناحية العملية، فإن تمركز فندي في روما يمنح كيوري مزيدًا من الراحة، خصوصًا بعد مغادرتها باريس. وهي الآن مقيمة في روما وتعمل على مشاريعها الخاصة، من ضمنها ترميم مسرح Teatro Della Cometa التاريخي.