في حلقة وُصفت بأنها الأكثر إثارة وصدقًا من سلسلة Actors on Actors، اجتمع ليوناردو دي كابريو وجينيفر لورانس في حوار استثنائي كشفا فيه الكثير من أسرار المهنة، والطفولة، والاختيارات الفنية، وصولًا إلى اعترافات شخصية غير متوقعة.
الحلقة الختامية من السلسلة لم تكن مجرّد لقاء بين نجمين حائزين على الأوسكار، بل مواجهة فكرية وإنسانية بين مدرستين في التمثيل، يجمعهما الشغف، والقلق الإبداعي، والبحث الدائم عن اللقطة الصادقة على الشاشة.
"تيتانيك" .. فيلم لم يعُد دي كابريو لمشاهدته
ومن أكثر اللحظات تداولًا في الحوار، كان اعتراف ليوناردو دي كابريو بأنه لم يشاهد فيلم “Titanic” مرة أخرى منذ سنوات طويلة، مُضيفًا بصراحة ما معناه: "أنا لا أشاهد أفلامي عادة".
لترد عليه جينيفر لورانس بعفويتها المعهودة: "لو كنتُ شاركتُ في فيلم مثل “تيتانيك”، لشاهدته دائمًا".
دي كابريو : "معركة تلو الأخرى" يشبه واقعنا السياسي والاجتماعي اليوم
لورانس لم تُخفِ إعجابها الكبير بأداء دي كابريو في فيلم "معركة تلو الأخرى" One Battle After Another للمخرج بول توماس أندرسون، واعتبرته أفضل أدواره على الإطلاق، مشيدةً بدفء الشخصية وصدقها.
كما اعترفت جينيفر أنها استمتعت برؤيته بدور الأب في الفيلم قائلةً : "أشعر بالحزن لأنك لا تملك ابنة مراهقة. تبدو رائعًا معها."
دي كابريو أوضح لها أن الفيلم كان مشروعًا شخصيًا جدًا للمخرج، كُتب على مدى 15 إلى 20 عامًا، ويعكس فكرة الثوري الذي أنهكه الزمن ويحاول التكيّف مع عالم لم يعد يشبهه، مُشيرًا إلى أن العمل يتقاطع بقوة مع واقعنا السياسي والاجتماعي اليوم.
"مت يا حبيبي" .. جينيفر لورانس في أكثر أدوارها قسوة
وتحدثت لورانس في اللقاء عن تجربتها في فيلم "مت يا حبيبي" Die My Love للمخرجة لين رامزي، حيث تجسد شخصية أم جديدة تنهار نفسيًا تحت وطأة اكتئاب ما بعد الولادة.
كما كشفت أن مارتن سكورسيزي هو من شجّعها على تحويل الرواية إلى فيلم، قائلة ما معناه: "أدركت أن العمل ليس قصة تقليدية، بل قصيدة عن الضياع والهوية.. ولين رامزي هي الشاعرة الوحيدة القادرة على إخراجه".
أيضاً عاد النجمان بالذاكرة إلى بداياتهما المبكرة: من بداية دي كابريو بالتمثيل في سن 12 عامًا، ومشاركته في إعلانات ومسلسلات قبل انطلاقته السينمائية، إلى دخول لورانس المجال في سن 14 عامًا، ومشاركتها في إعلانات ومسلسل كوميدي لم يحقق شهرة واسعة.
واتفق الاثنان على أن العمل المبكر هو من شكّل شخصيتهما، لكنه كان مليئًا بالضغوط والقلق والرغبة في الهروب من واقع محدود.
كذلك ناقش الثنائي العلاقة بين السياسة والفن، حيث رأى دي كابريو أن السينما السياسية اليوم باتت أكثر تعقيدًا بسبب الاستقطاب الحاد، مؤكدًا أن الكوميديا والسخرية أصبحتا وسيلة ضرورية لجعل الجمهور يتفاعل مع القضايا الجدية.
في المقابل، رأت لورانس أن وعيها الإبداعي والسياسي متداخلان، وأن فهم العالم يمرّ عبر الفن.
ولم يخلُ الحوار من الصراحة الطريفة، حيث اعترف دي كابريو بأنه يُفرط أحيانًا في تقديم الأفكار أثناء التمثيل. كما كشفت لورانس أنها تنسى التحضير أحيانًا بسبب قدرتها على فصل نفسها عن العمل بعد انتهاء يوم التصوير، ما يوقعها في مواقف محرجة.
شاهد تقرير سابق : ليوناردو دي كابريو: النجم الأهم سينمائياً والأقل حظاً