رامي مالك...
من توصيل البيتزا إلى الـGolden Globe!
ما كانت حياة رامي مالك سهلة، ولم يولد وفي فمه ملعقة ذهب، بل كافح وتعب وحاز بالبداية أدوار صغيرة، حتى وصل إلى أن ترشح ثلاث مرات لجائزة الـGolden Globe والمرة الثالثة كانت ثابتة، وحاز جائزة أفضل ممثل عن دوره في Bohemian Rhapsody.
ولد رامي مالك في 12 مايو 1981 ولديه أخ توأم اسمه سامي ويكبره رامي بأربعة دقائق، وأخته الكبيرة اسمها ياسمين تعمل في مجال الطب. يتحدر رامي من أصول مصرية ولدى أمه أصول يونانية ولكنه وُلد في لوس أنجلوس بعد ما انتقل والده المرشد السياحي في العام 1974 إلى أميركا، ليعمل لاحقاً في مجال التأمين بينما والدته كانت تعمل في مجال المحاسبة.
رامي يعاند والديه ويتبع حلمه في التمثيل
عائلة مالك كأغلب العائلات التي ترغب بأن يخوض أولادها مجالات كالطب والحقوق، وبالتالي كانت رغبة عائلته بأن يدرس المحاماة ولكنه اتجه نحو التمثيل. فدرس الفنون الجميلة وتقنيات التمثيل وتخرج في العام 2003 من جامعة Evansville في انديانا.
في جامعته قام لأول مرة بدور في مسرحية للكاتب المسرحي تشارلز فولر لمدة عشر دقائق، وما ان رأى رامي أعين والداه خلال العرض المسرحي، عرف ان أداءه كان جديراً بالاهتمام وبالتالي تصالح والداه مع رغبته في التمثيل.
بعد أن تخرّج عاد إلى لوس أنجلوس، ولكن قبل إسناد إليه أول دور تمثيلي عمل مالك خدمة توصيل البيتزا إلى المنازل، كما كان يعدّ الفلافل والشاورما والسندويشات في مقاهي هوليوود.
بدايات رامي مالك في التمثيل
أسند إليه عدد من الأدوار التلفزيونية الصغيرة فعمل في Gilmore Girls و Meduim. ولكنه حاز دور بارز في العمل الكوميدي The War at Home في العام 2005.
أما أول فيلم شارك فيه، فعاد فيه إلى أصوله المصرية وجسّد شخصية الفرعون Ahkmenrah في فيلم Night at the Museum وهو من أعمال الـFiction وكان من بطولة Ben Stiller، وقد أدى الدور نفسه في الفيلمين التاليين في العامين 2009 و2014.
في العام 2010 شارك في السلسلة التلفزيونية The Pacific وأدّى فيها دور Snafu Shelton جندي أميركي عايش الحرب العالمية الثانية، وأشاد النقاد بأدائه المحترف للدور. وقال مالك بأحد الحوارات عن دور شلتون: "بعد كل ما عايشه شلتون أصبح ميتاً من الداخل... وبالتالي حاول أن ينقذ البراءة الموجودة عند الآخرين".
أدى دور الانتحاري في مسلسل 24، وشارك في فيلم Larry Crowne بطولة توم هانكس وجوليا روبرتس في العام 2011، والفيلم كان من إنتاج وإخراج هانكس.
في العام التالي، لعب رامي عدداً من الأدوار المساعدة، فظهر في الجزء الثاني من أحد أكثر الأفلام نجاحاً The Twilght Saga: Breaking Dawn وأحد دور الـVampire Bejamin، وكمان شارك في فيلم Old boy وThe Master.
Mr. Robot نقطة التحول في مسيرة رامي مالك
بدأ نجمه يلمع مع مشاركته في سلسلة الاثارة Mr. Robot، إذ لعب رامي الدور الرئيسي فيه وهو Elliot Alderson. وكان كاتب العمل سام اسماعيل قد قام بتجارب الأداء لحوالي 100 ممثل ثم غيّر النص لاحقاً بعد ما فشل باختيار الممثل المناسب، وبعد ما خضع رامي لتجارب الأداء، قال سام إنه "رامي فتح عيونه على طبيعة شخصية إليوت فعلاً".
ومن أجل تجسيد الشخصية التي تعاني من اضطرابات عقلية واجتماعية بدقة، التقى رامي بطبيب نفسي ليساعده على تأدية الدور.
وبعد بدء عرض العمل حاز رامي على إشادة النقاد، فوصفت جريدة USA Today دور رامي بالانطلاقة، وEntertainment Weekly أشارت إلى أن السبب الأساسي لمشاهدة Mr. Robot هو أداء رامي المحترف والجاذب.
وتم ترشيحه عن هذا الدور لعدة جوائز منها Dorian Award، Satellite Award، Golden Globe Award... وفاز بجائزة Critics’ Choice عن فئة أفضل ممثل سلسلة تلفزيونية، وكذلك Primetime Emmy Award.
رامي مالك لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب
ثم تصدر رامي عناوين الصحف بعد فوزه بجائزة Emmy وهو أول مصري-أميركي يحوز هذه الجائزة، بعد الذي قاله متحدثاً عن أهله وقال: "نحن نعيش الآن في عالم حيث يشعر فيه الكثير بأن لا صوت لهم. بأننا لا نُسمع من قبل الحكومة، ولا نُسمع من قبل مجتمعنا".
وتابع رامي في كلمته: "نشأت في عائلة هاجرت إلى هنا (أميركا). كان والدي يطرق باباً تلو الآخر لبيع التأمين، وأمي كانت حاملاً بنا أنا وأخي وكانت تأخذ 3 باصات يومياً لتصل إلى عملها، عملوا ليقدروا يعطوا أولادهم الفرصة ليكونوا مميزين... أريد من الجميع بعيداً عن نشأتهم والوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي وُلدوا فيه، أن تكون لديهم فرصة بغض النظر عن عدم سعيهم في هذا الوقت إليها، لتتاح لهم الفرصة مثلما أتيحت إليّ".
على الرغم من النجاح الباهر الذي حققه Games of Thrones إلا أنه قدر Mr.Robot يتفوق عليه ويفوز بجائزة الغولدن غلوب كأفضل سلسلة درامية في 2015.
في الـ 2016 تم ترشيح رامي مجدداً لجائزة الغولدن غلوب عن دوره في "مستر روبوت".
أول دور رئيسي في فيلم سينمائي أُسند إليه كان في فيلم Buster’s Mal Heart ويجسد فيه رجل يعيش حياتين وهما Jonah وBuster. وعُرض الفيلم للمرة الأولى في سبتمبر 2016 في مهرجان تورونتو الدولي للأفلام.
وتعاون مع Charlie Hunnam فيلم Papillon الذي عُرض للمرة الأولى في مهرجان تورونتو الدولي للأفلام في 2017.
Freddie Mercury يقود رامي مالك إلى أول Golden Globe
لتصوير فيلم Bohemian Rhapsody انتقل رامي إلى لندن، وقد استعان بمدرب للهجة والحركات وكذلك أخذ دروس في العزف على البيانو والغناء. وخلال التدريب شاهد فيديو لحفلة لـ Freddie Mercury على يوتيوب تعود إلى العام 1985 حوالي الـ1500 مرة لإتقان الأداء في الفيلم، وكان عليه أن يعتاد على التحدث بمجموعة أسنان زائفة.
الفيلم عُرض للمرة الأولى في لندن في أكتوبر 2018، وحقق نجاحاً هائلاً في شباك التذاكر، حيث حقق أكثر من 743 مليون دولار في جميع أنحاء العالم، بينما كانت تكلفته الانتاجية 50 مليون دولار، وأصبح ثامن فيلم بأعلى نسبة أرباح في العام 2018 في جميع أنحاء العالم، والأعلى دخلاً على الاطلاق كفيلم موسيقي. هذا النجاح ما انعكس على الفيلم فقط، بل استطاع رامي مالك من انه يخطف جائزة الغولدن غلوب عن فئة أفضل ممثل عن دوره في فيلم Bohemian Rhapsody في دورته الـ76 وكذلك جائزة أفضل أداء في الدورة الثلاثين لمهرجان Palm Springs International Film Festival. كما تم ترشيحه لجائزة Screen Actors Guild Award وCritics’ Choice Movie Award. عازف الغيتار في فرقة الـQueen التي كانت محور فيلم Bohemian Rhapsody بريان ماي، علّق بعد ما شاهد أداء مالك الدقيق وقال "أحياناً ننسى أنه رامي".