مر أكثر من خمسة عقود منذ أن فازت الراحلة ماغي سميث بأول جائزة أوسكار لها كأفضل ممثلة عن فيلم "The Prime of Miss Jean Brodie" (1969).
ماغي رحلت عن عالمنا في 27 سبتمبر 2024، عن عمر يناهز 89 عامًا. ومسيرتها المهنية الطويلة لم تكن مثيرة للإعجاب فحسب، بل كان اتساع نطاق أدائها مذهلاً ولافتاً بالفعل!
أفلام ماغي سميت
كان من أبرز أعمال فيلم ذروة الآنسة جين برودي (1969) والذي أخرجه رونالد نيم. وكتبه جاي بريسون ألين، استنادًا إلى مسرحيتها. وكان من بطولة ماجي سميث، وسيلينا جونسون، وروبرت ستيفنز، وباميلا فرانكلين، وجين كار.
ويروي الفيلم قصة المعلمة الاسكتلندية غير التقليدية جين برودي، التي كانت مقتنعة في ثلاثينيات القرن العشرين بأنها في ذروة شبابها. تنحرف الآنسة برودي بانتظام عن المنهج الدراسي الصارم للمدرسة لتشارك إعجابها بالفاشيين مع أربع من طالباتها الصغيرات، اللواتي أطلقت عليهن لقب "فتيات برودي". بعد كل شيء، تعلن، "أعطني فتاة في سن قابلة للتأثر، وستكون لي مدى الحياة"، وهذا النهج يمنحها القوة في المدرسة... فازت سميث عن أدائها بأول جائزة أوسكار لها وحصلت على ترشيحها الثاني لجائزة الغولدن غلوب.
GOSFORD PARK (2001) للمخرج روبرت ألتمان والكاتب جوليان فيلوز. وهو بطولة كريستين سكوت توماس، هيلين ميرين، ماجي سميث، مايكل جامبون، كيلي ماكدونالد، آلان بيتس، ريتشارد إي جرانت.
كان فيلم "Gosford Park" للمخرج روبرت ألتمان هو الفيلم الوحيد الذي غيّر مسار مسيرة ماجي سميث المهنية. لم يقتصر الأمر على أدائها لدور كونستانس، كونتيسة ترينتام، الذي جلب لها ترشيحها السادس لجائزة الأوسكار وترشحها السابع لجائزة الجولدن جلوب، بل قدمها أيضًا إلى جوليان فيلوز (الذي فاز بجائزة الأوسكار عن كتابة "Gosford") والذي سيواصل إنشاء شخصية الكونتيسة الأرملة لها في "Downton Abbey". وبصفتها عضوًا في فريق عمل "Gosford"، فازت سميث أيضًا بجائزة نقابة ممثلي الشاشة الأولى.
غرفة ذات إطلالة (1986) للمخرج جيمس آيفوري والكاتبة روث براور جابفالا، استنادًا إلى رواية إي. إم. فورستر. وهو من بطولة هيلينا بونهام كارتر وماجي سميث وجوليان ساندز ودانيال دي لويس.
في هذا الفيلم المقتبس من رواية إي. إم. فورستر الشهيرة، تلقت سميث بعضًا من أفضل الإشادات في مسيرتها السينمائية بدور شارلوت بارتليت، ابنة عم الروح الحرة لوسي هونيتشيرش (هيلينا بونهام كارتر)، والتي تكبرها كثيرًا وتتمتع بشخصية مستقيمة للغاية، وتوافق شارلوت على العمل كمرافقة لوسي أثناء جولتهما في إيطاليا. وبينما لوسي هي المرأة الغريبة في الثقافة المكبوتة في إنجلترا، تتألق وسط روح العيش والسماح للآخرين بالعيش في إيطاليا، حيث تشعر شارلوت المتوترة، ومن عجيب المفارقات، بأنها لا تتأقلم. وعن أدائها لدور شارلوت، فازت سميث بجائزة الغولدن غلوب الثانية وحصلت على ترشيحها الخامس لجائزة الأوسكار.
جناح كاليفورنيا (1978) للمخرج هربرت روس والكاتب نيل سيمون، بطولة آلان ألدا، وجين فوندا، وريتشارد براير، وإلين ماي، وماجي سميث، ومايكل كين، ووالتر ماثاو.
فازت سميث بثاني جائزة أوسكار لها وأول جائزة غولدن غلوب لها عن أدائها في الكوميديا التي أخرجها نيل سيمون والتي تحكي أربع قصص عن زوار منتجع فاخر في كاليفورنيا. في فيلم "زوار من لندن"، تلعب سميث دور ديانا باري، الممثلة البريطانية التي جاءت إلى هوليوود مع زوجها سيدني (مايكل كين) بعد حصولها على ترشيح غير متوقع لجائزة الأوسكار. عندما تخسر في الحفل، تبدأ ديانا في التصرف بشكل سيئ. سيئ جدًا جدًا. وطبعاً ستبقى ماجي سميث هنا الممثلة الوحيدة التي فازت بجائزة الأوسكار عن دور شخصية خسرت جائزة الأوسكار!!
"رحلات مع خالتي" (1972) للمخرج جورج كوكور والكاتب: جاي بريسسون ألين، هيو ويلر. بطولة ماجي سميث، أليك ماك كوان، روبرت ستيفنز، لويس جوسيت جونيور.
لعبت سميث دور أوغستا بيرترام الرائع، التي تصادق هنري، مدير البنك الشاب (أليك ماك كوان) أثناء حرق جثة والدته المتوفاة. وقبل أن يدرك هنري ما يحدث، تأخذه "العمة" أوغستا في مغامرة حول العالم تتضمن بعض الأفعال والشخصيات المشبوهة للغاية. وكان الواضح أن سميث أرادت أن تُظهر لجمهور السينما أنها أكثر من مجرد جين برودي، وقد نجحت في ذلك بشكل كبير. وبفضل أدائها لدور أوغستا، حصلت سميث على ترشيحها الثالث لجائزة الأوسكار وترشيحها الثاني لجائزة الجولدن جلوب.
ولا يمكن أن ننسى سلسلة أفلام هاري بوتر (2001، 2002، 2004، 2005، 2007، 2009، 2011) بطولة دانيال رادكليف، روبرت جرينت، إيما واتسون، آلان ريكمان، ماجي سميث.
فقبل أن تساعد كونتيسة "داونتون آبي" الأرملة في جعل ماجي سميث اسمًا مألوفًا، كانت قد أصبحت معروفة بالفعل لجيل جديد بالكامل من رواد السينما بأدائها في دور الأستاذة مينيرفا ماكجوناجال، مديرة هوجوورتس في النهاية، في سلسلة أفلام "هاري بوتر". ظهرت في سبعة منها، وبينما تم تقديم الأستاذة ماكجوناجال في البداية على أنها مخيفة بعض الشيء، سمحت سميث ببراعة للجانب اللطيف من الشخصية بالظهور مع تقدم الأفلام.
جوائز حصلت عليها ماغي سميث
في الجوائز وحدها، كانت واحدة من أكثر الممثلات تكريمًا. تم ترشيح سميث لست جوائز أوسكار، وفازت باثنتين (عن فيلم "The Prime of Miss Jean Brodie" لعام 1969 في دور البطولة وفيلم "California Suite" لعام 1978 في دور المساعدة، مما يجعلها واحدة من الممثلات الوحيدات اللاتي فازن بجائزة الأوسكار في كلتا الفئتين).
كما فازت سميث بجائزتي غولدن غلوب عن دورها في فيلم California Suite وفيلم A Room With a View لعام 1986 من بين تسعة ترشيحات، كما فازت بجائزة نقابة ممثلي الشاشة عن دورها في فيلم Gosford Park لعام 2001 من بين ثلاثة ترشيحات لجوائز نقابة ممثلي الشاشة.
وأيضاً فازت بأربع جوائز إيمي عن دورها في فيلم My Night in Umbria لعام 2003، بالإضافة إلى ثلاث جوائز عن دورها في فيلم Downton Abbey، وتم ترشيحها لثلاث جوائز غولدن غلوب تلفزيونية (فازت بواحدة عن دورها في فيلم Downton) وتسع جوائز نقابة ممثلي الشاشة التلفزيونية (فازت بها أربع مرات، جميعها عن دورها في فيلم Downton).
وإضافة إلى كل هذا، حصلت سميث على ثلاث ترشيحات لجائزة توني عن عملها في برودواي، وفازت بها عن دورها في فيلم Lettice and Lovage لعام 1990.
من هي ماغي سميث؟
ولدت مارغريت ناتالي سميث في 28 ديسمبر 1934 في إلفورد، إسيكس. وكانت والدتها، مارغريت هوتون (ني ليتل)، سكرتيرة اسكتلندية من جلاسكو، وكان والدها، ناثانيال سميث، أخصائي أمراض الصحة العامة من نيوكاسل أبون تاين، والذي عمل في جامعة أكسفورد.
انتقلت العائلة إلى أكسفورد عندما كانت سميث في الرابعة من عمرها. كان لديها شقيقان توأم أكبر منها، أليستير وإيان. وتلقت تعليمها في مدرسة أكسفورد الثانوية حتى سن 16 عامًا، عندما غادرت لدراسة التمثيل في مسرح أكسفورد.
