فقدت هوليوود اليوم ومعها العالم أحد أبرز أعمدتها، مع وفاة روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عامًا في منزله في صندانس بجبال يوتا، حيث عاش سنواته الأخيرة مُحاطًا بعائلته وأحبائه.
الخبر الحزين أكّدته سيندي بيرغر، الرئيسة التنفيذية لشركة الدعاية روجرز وكوان بي إم كيه، في بيان رسمي لمجلة فارايتي، وجاء فيه ما معناه: “توفي روبرت ريدفورد في المكان الذي أحبه، وبين من أحبهم. ستفتقده السينما بشدة، وتطلب عائلته احترام خصوصيتها في هذا الوقت العصيب”.
روبرت ريدفورد : صانع ثورة السينما المستقلة
لمع نجم الممثل والمخرج والمنتج الأميركي ريدفورد في سبعينيات القرن الماضي، كواحد من أبرز الوجوه الذهبية في هوليوود، بفضل وسامته الكلاسيكية وموهبته المتفرّدة، حيث حفر إسمه في الذاكرة السينمائية من خلال أعمال خالدة مثل "Butch Cassidy and the Sundance Kid"، "The Sting"، "Three Days of the Condor"، و "All the President’s Men".
ومع مرور الوقت، إنتقل من التمثيل إلى الإخراج، وحقق إنجازًا بارزًا بفوزه بجائزة الأوسكار عن فيلمه الشهير "Ordinary People" عام 1980.
من أهم إنجازات ريدفورد خارج الكاميرا كان تأسيسه معهد ومهرجان صندانس السينمائي عام 1981، الذي تحوّل خلال العقود اللاحقة إلى أهم منصة للأفلام المستقلة في الولايات المتحدة، وفتح الأبواب أمام جيل كامل من المخرجين والمواهب الجديدة التي شكّلت ملامح صناعة السينما الحديثة.
ورغم ابتعاده التدريجي عن الأضواء، لم يتوقف ريدفورد عن الإبداع. فقد أعاد تقديم شخصية ألكسندر بيرس في فيلم "Avengers: Endgame" عام 2019، كما سبق أن تألق في فيلم "The Old Man & the Gun" عام 2018، الذي اعتبره كثيرون وداعًا محترماً لمسيرته التمثيلية. وترك بصمته في أعمال بارزة كممثل ومنتج، مثل "All Is Lost"، "Out of Africa"، و "The Natural".
إنسان قبل أن يكون نجمًا
لم يكن ريدفورد مجرد أيقونة شاشة، بل كان أيضًا ناشطًا بيئيًا، وصوتًا حرًا في مواجهة السياسات التقليدية، وداعمًا لقضايا إجتماعية وثقافية بقيت راسخة في مسيرته. وقد وصفه الراحل سيدني بولاك يومًا بأنه “ممثل غريزي، جريء، وصادق في اختياراته”.
وبرحيله يطوي ريدفورد فصلًا ذهبيًا من تاريخ هوليوود، لكن إرثه الفني سيبقى حاضرًا : من الأدوار الخالدة التي نالت إعجاب جيل كامل من عشاق السينما، إلى صندانس الذي غيّر وجه الأفلام المستقلة إلى الأبد.
روبرت ترك وراءه زوجته سيبيل زاغارز مع طفلين، وأحفادًا سيحملون معه ذكراه، فيما تبقى الشاشة الكبيرة مُمتنّة لذلك “الفتى الذهبي” الذي غيّر معايير النجومية، وصنع مدرسة خاصة في التمثيل والإنتاج والإخراج.
شاهد فيديو سابق : تحية من جاستن بيبر الى ليام باين بعد وفاته