بعد غياب دام قرابة السنتين، عاد محمد عساف للوقوف أمام جمهوره في حفله الأول ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولي، وهو ظهور طال انتظاره بعد انقطاعه التام عن النشاطات الفنية منذ بداية الحرب على غزة.
عساف اختار أن تكون عودته من قلب تونس، وبشكل خاص من مهرجان قرطاج، تكريماً لغزة وأهلها، حيث أعلن أن ريع الحفل وأجره الشخصي سيُخصص لدعم مشاريع لأهالي القطاع.
على المسرح، ارتدى الكوفية الفلسطينية، وقدّم مجموعة من أغانيه الوطنية التي رافقته منذ بداياته، مؤكدًا أن الأغنية الفلسطينية ستبقى محور أعماله، لأنها تعبر عن ثقافة شعبه ومعاناته.
ورغم صعوبة المرحلة التي مرّ بها على المستوى النفسي، حرص محمد عساف على أن تكون عودته قوية ومليئة بالرسائل، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي شاركه الغناء بحب واضح لفلسطين.
في كواليس الحفل، كشف محمد عن خطة فنية مدروسة للفترة المقبلة، تتمحور حول دعم القضية الفلسطينية، سواء من خلال المهرجانات أو الأعمال الفنية، مشيراً إلى رغبته في إيصال صوت شعبه بشكل أقوى.
ورغم إنتاجه لعدة أغنيات وطنية في الفترة الأخيرة مثل "سلام لغزة"، "غزة العزة"، و"سأموت حرًا"، عبّر محمد عساف عن عتبه لغياب المشاريع العربية الجماعية التي تعبّر عن حجم الكارثة التي تعرض لها أهل غزة، داعياً الفنانين العرب للوقوف موقفاً أكثر تأثيراً في مثل هذه اللحظات.