في حلقة اتسمت بالجرأة والصراحة، استضاف الإعلامي الدكتور عمرو الليثي محمد القس في لقاء فني استثنائي ضمن برنامج واحد من الناس على قناة الحياة، حيث فتح القس قلبه وتحدث بلا تجميل عن مسيرته، اختياراته، أزماته، وحتى أكثر اعترافاته حساسية، في حوار كشف جوانب نادرة من شخصيته الفنية والإنسانية.
محمد القس في برنامج "واحد من الناس" مع عمرو الليثي: حوار صريح يكشف ما لا يُقال
"مش كل مخرج يستحمل ممثل بيسأل"
من أكثر التصريحات التي أثارت الجدل، حديث محمد بصراحة عن علاقته ببعض المخرجين، كاشفًا أن بعضهم “يهرب” منه بسبب طريقته في قراءة النصوص ومناقشتها: "أنا بحب أقرأ، ولما أقرأ وأتكلم يقولك ده هيتفلسف عليّا… في مخرجين ما يستحملوش إنك تقول في مشكلة في النص". وأضاف بصراحة: "الفن كله وجهات نظر، مش تعالي ولا فرض رأي… بس في ناس بتضايق".
"ما عندناش رفاهية الاختيار… عندي أقساط"
وبانتقال سلس إلى واقع الممثل العربي، كسر القس صورة “النجومية المترفة”، متحدثًا بوضوح نادر عن الضغوط المادية: "الاختيار رفاهية… إحنا اللي بيحكمنا الظروف. عندي أقساط وفواتير، فبتبص على العمل: كام لوكيشن؟ هيتصور في قد إيه؟ هيدفع كام؟".
واختصر الموقف بجملة: "ما عندناش حتة تحط رجل على رجل وتقول ده عاجبني وده لأ".

"عملوا لي بلوك سنتين عشان كورونا"
وفي واحدة من أكثر لحظات الحلقة جرأة، كشف محمد القس لأول مرة عن تعرضه للإقصاء المهني: "في منتجين عملوا لي بلوك سنتين تلاتة… وقت كورونا. كانوا عايزين ينزلوا لوكيشن فيه 150 واحد، وأنا قلت مش نازل". وأضاف بانفعال واضح: «قلت لهم إحنا كلنا هنموت!".

"العصبية أكتر حاجة نفسي أغيّرها"
وبعفوية واضحة بعيدًا عن أي صورة مثالية، تحدّث محمد القس عن العصبية كأحد أبرز الجوانب التي لا يخفيها عن نفسه قبل الآخرين، معتبرًا أنها نقطة ضعف يسعى لمراجعتها باستمرار. وقال بصراحة: "أحيانًا بتعصب، وبيطلع مني تصرف مش حلو، وبعدها أرجع أقول أنا عملت كده ليه؟ ولو قدرت أعتذر، بعتذر"،
مضيفًا أن ضغط العمل وتراكم المسؤوليات قد يدفعه أحيانًا لردود فعل لا تعكس حقيقته، لكنه لا يتعامل معها بإنكار، بل بمحاولة تصحيح الخطأ والاعتراف به.
"أخطأت في حق إنسان… وكلمة آسف قليلة"
كما توقّف محمد القس عند تجربة شخصية مؤلمة، معترفًا بندم عميق على خطأ ارتكبه في الماضي بحق شخص مقرّب، من دون أن يسمّيه. وقال بتأثر: "كلمة آسف قليلة جدًا… ولو شفته يوم من الأيام هقبّل جبينه وأعتذر"،
مؤكدًا أن بعض الاعتذارات لا تُقاس بالكلمات وحدها، بل بصدق الشعور واستعداد الإنسان لتحمّل مسؤوليته الأخلاقية، حتى لو جاء ذلك بعد سنوات.

"أنا بحب النساء بس الجواز صعب"
وفي واحدة من أكثر فقرات اللقاء خفة وجرأة في آنٍ معًا، فتح محمد باب الحديث عن علاقته بالمرأة وموقفه من الزواج، متناولًا الموضوع بعفوية ممزوجة بصدق واضح، بعيدًا عن أي قوالب جاهزة. وقال بصراحة لافتة: "أنا بحب النساء بس الجواز صعب"، موضحًا أن المسألة بالنسبة له لا تتعلق برفض الفكرة بقدر ما ترتبط بثقل المسؤولية وتعقيد الاستمرار.
وأضاف بطرافة: "أسهل حاجة في الدنيا الجواز، وأسهل حاجة الخلفه… أصعب حاجة التربية"، معتبرًا أن الاختبار الحقيقي لا يكمن في الارتباط بحد ذاته، بل في القدرة على بناء حياة يومية مستقرة تقوم على التفاهم وراحة البال، وهو ما جعله حتى اليوم مترددًا في الإقدام على هذه الخطوة، رغم إيمانه بجمالها عندما تُعاش بشكل صحيح.
"نفسي أعمل طارق بن زياد"
وبانتقاله للحديث عن أحلامه الفنية التي لم تتحقق بعد، كشف محمد القس عن شغفه بتجسيد شخصيات تاريخية عربية ذات ثقل إنساني وبصري، مؤكدًا أن طارق بن زياد بالنسبة له ليس مجرد اسم في كتب التاريخ، بل مادة درامية عالمية قابلة للتقديم برؤية معاصرة. وقال: "طارق بن زياد شخصية لو اتعملت صح تجمع العالم كله… عمل عالمي زي Vikings"،
مضيفًا أن هذه الشخصية تحديدًا تحمل عناصر ملحمية ضخمة، من الرحلة البحرية، إلى لحظة العبور، إلى الصدام الحضاري، معتبرًا أن تقديمها باحترافية قد يضع الدراما العربية في موقع عالمي مختلف.

محمد القس: "دعوة أمي هي اللي شايلاني"
وفي ختام اللقاء، ابتعد محمد عن الأضواء والنجومية، ليعود إلى الجذر الإنساني الأهم في حياته، متوقفًا عند علاقة خاصة تجمعه بوالدته، التي وصفها بأنها السر الحقيقي وراء كل ما وصل إليه. وقال بتأثر واضح: "كل حاجة حلوة حصلت لي في حياتي بسبب دعوة أمي… بركتها هي اللي شايلاني"، موجهًا لها رسالة حب ودعاء، ومؤكدًا أن حضـورها المعنوي ودعواتها المستمرة شكّلت له سندًا روحيًا في أصعب المحطات، قبل أي نجاح فني أو اعتراف جماهيري.