المسرح الكوميدي اللبناني يفقد ركناً أساسياً من تكويناته بعد وفاة المخرج والكاتب اللبناني سامي خياط ليلة أمس، عن عمر ناهز الـ 79 عاماً، بعد صراع مع المرض.
سامي خياط فارق الحياة، في مستشفى ببيروت، بعد أسبوع من تواجده في العناية المشددة، بعد حدوث مضاعفات بسبب إصابته بسرطان العظام، بحسب ما قالته ابنته.
وبعد خبر الوفاة بقليل، تفاعل نجوم لبنان ونعوا أحد أبرز وجوه المسرح الفكاهي في لبنان بكلمات مؤثرة.
نجوم لبنان ينعون سامي خياط
نقابة الممثّلين في لبنان وصفت الراحل بـ "صاحب شخصية خاصّة مثقّفة"، وأن المسرح الكوميدي فقد ركناً أساسياً من تكويناته.
سيرين عبد النور ودعت الراحل من خلال تغريدة على تويتر "لروحك السلام سامي خياط".
زاهي وهبي كتب كلمات مؤثرة في وداع الراحل، "ضحكةٌ حلوة تذوي في زمن التجهّم والعبوس… ويفتقد لبنان وجهاً بشوشاً أنيساً، وعلامة فارقة من علامات المسرح الفكاهي الساخر من واقع الحال على مدى عقود شهدت الكثير من تبدّل الأحوال، وداعاً سامي خياط، لروحه الرحمة ولذويه ومحبيه أحرّ العزاء".
كارمن لبس شاركت أيضاً، "وداعاً سامي خياط، فترة كبيرة من المسرح الكوميدي اللبناني مرتبطة فيه بذاكرتنا. نفسه بالسما".
إليسا قالت أن الراحل خسارة كبيرة للبنان، وغردت: "قيمة فكرية وكوميدية وفنية كبيرة خسرها لبنان اليوم بخسارة الفنان المبدع سامي خياط. كان الضحكة المثقفة والراقية والمسرح المستمر بعطاء كبير. الله يرحمو ويصبّر عيلتو".
ريكاردو كرم كتب كلمات حزينة عن الراحل، قائلاً: "لم يكن سامي خياط مخرج وكاتب وممثل مسرحي أو أحد روّاد المسرح الفكاهي في لبنان فقط بل كان إنساناً عاشقاً لوطن عرف كل ويلات العالم وعاش مآسي لم تنتهي حتى يومنا هذا".
وأضاف أيضاً، "توقّف قلب سامي بعد أن كان يعيش في سنواته الأخيرة مرارة الأسى على عالمٍ أعطاه حياته لكنه بادله الجحود وقلة الوفاء. الحيوانات الاليفة التي أحبّها وأطعمها واحتضنها أضحت يتيمة. سنشتاق لك سامي. وداعاً سامي خياط".
عن حياة سامي خياط
إضافة إلى أنه أحد أبرز وجوه المسرح الفكاهي في لبنان، كان ناشطاً في مجال الدفاع عن الحيوانات، وأعاد في سبعينات القرن العشرين إحياء جمعية الرفق بالحيوان التي أسسها والده ألبير خياط.
وقدّم خياط نحو 62 عملاً ساخراً منذ العام 1960. وكانت أعماله السنوية تقريباً تُعرض طوال أشهر، حتى في أقسى مراحل الحرب التي شهدها لبنان بين العامين 1975 و1990.
واشتهر الراحل الحائز إجازة في الحقوق والعلوم السياسية وأخرى في الآداب المعاصرة والألسنية باستخدامه في أعماله التي كانت تمثل إلى جانبه فيها زوجته نايلة مزيجأً من اللغة الفرنسية واللهجة اللبنانية كان يسميه "الفرنبانية"، أصدر عنه كتاباً سنة 2023.
وكان الراحل يكتفي أحياناً بالفرنسية وحدها، واستقطب فئة واسعة من الفرنكوفونيين والمثقفين عموماً، ومُنح العام 2020 وسام الفنون والآداب الفرنسي برتبة ضابط، تقديراً لأعماله.
ودرج خياط المعروف بحركته التي لا تهدأ على الخشبة على تناول الأوضاع السياسية والاجتماعية في مسرحياته بطريقة ساخرة، وعلى تقليد بعض الوجوه السياسية والإعلامية، وفي آخر عمل له في مطلع 2022 بعنوان "وَلاوْ" تطرّق إلى الأزمتين الصحية والاقتصادية.