العاصمة السعودية شهدت انطلاق النسخة الثالثة من أسبوع الموضة في الرياض 2025، بمشاركة مصممين من داخل المملكة وخارجها. افتُتحت الفعاليات بعروض عكست تباين الأساليب وثراء الأفكار، من الرؤية الأنثوية المستلهمة من الماضي لدى تيما عابد، إلى الفخامة الكلاسيكية والتفاصيل الحالمة في عرض عدنان أكبر، وصولاً إلى التعاون الثقافي الذي قدّمته دار فيفيان ويستوود مع حرفيي "فنون التراث".
تنوّعت العروض بين استلهام من الأرشيف الفني، والعودة إلى رموز الماضي، واستخدام خامات تعبّر عن هوية محلية بروح معاصرة. ورغم اختلاف الأساليب، اجتمعت العروض على تقديم صيغة جديدة من الموضة تحتضن الهوية، والحرفة، والتجريب، لتفتح أسبوع الأزياء في الرياض على مساحة من التنوع الفني بعيداً عن المبالغة أو التكرار.
تيما عابد برؤية أنثوية مستوحاة من الماضي
المصممة تيما عابد افتتحت فعاليات أسبوع الأزياء في الرياض 2025 بعرض كوتور فاخر حمل عنوان "فوضى"، اتسم بالفخامة والجرأة.
تميزت المجموعة بفساتين ملكية سوداء فخمة، استخدمت فيها خامات راقية مثل الستان، التول، والأورغانزا، مع تفاصيل من الكشكش والبليسيه المطرز. استوحت تيما تصاميمها من عصر الخمسينيات والستينيات، مجسّدة أناقة نجمات تلك الفترة بألوان جريئة مثل الفوشيا، الأصفر، والنيود.
فساتين تُحاكي نسيم الصحراء في عرض عدنان أكبر
قدمت دار عدنان أكبر خلال أسبوع الأزياء بالرياض 2025 مجموعة مترفة تعبّر عن الفخامة الكلاسيكية بأسلوب معاصر. تم استلهام التصاميم من التراث الملكي ومن أناقة الخمسينيات والستينيات، مقدمًا فساتين بتفاصيل دقيقة مثل الأذيال المنسدلة والتطريزات الراقية.
تنوعت المجموعة بين فساتين السهرة والكابات الطويلة، إضافة إلى لمسات أنثوية حالمة باستخدام أقمشة مثل التول، الساتان، والحرير بألوان ناعمة كالنود والوردي. ولفت الأنظار فستان أبيض بشريط ساتان منسدل، وآخر أسود مع فيونكة خضراء أنيقة.
برز أيضًا حضور فساتين سندريلا الحديثة بلمعان خافت وحركة شاعرية تحاكي نسيم الصحراء، فيما اختتم العرض بفساتين زفاف ساحرة بتطريزات دقيقة وقصّات حورية البحر، تعكس هوية العروس الراقية التي يجسّدها عدنان أكبر بأسلوب ملكي متفرّد.
أتيلييه حكايات بتصاميم بوحي مسرحي
دار أتيليه حكايات قدّمت عرضًا أشبه بلوحة مسرحية حيّة، حيث امتلأت المنصة بالتصاميم الدرامية والتفاصيل الراقية المستوحاة من عالم المسرح، كفساتين البولكا دوت، الكابات الطويلة، والدانتيل المتدرج. الألوان جاءت قوية ودرامية، من الأبيض والأسود إلى الأحمر القرمزي، مع أكسسوارات بارزة أعادت رسم ملامح الشخصيات المسرحية الكلاسيكية مثل المهرج وراقصات الفلامنغو.
فيفيان ويستوود تمزج بين الإرث السعودي والروح البريطانية
من جهة أخرى، سجّلت دار فيفيان ويستوود أول عروضها في الشرق الأوسط من قلب الرياض، عبر مجموعة كبسولية خاصة طُرزت بالتعاون مع حرفيي برنامج "فنون التراث"، فجمعت بين الإرث السعودي والأناقة البريطانية. تميزت التصاميم بروح البانك والطراز الفيكتوري والكورسيهات، إلى جانب قطع أرشيفية معاد تقديمها، ما جسّد لقاءً فريداً بين الماضي والحاضر، الشرق والغرب، على منصة واحدة.