منذ أن بدأت مسيرتها في عالم الموضة، أثبتت المصممة الإماراتية منى المنصوري أنها ليست مجرد اسم في سماء الموضة الخليجية والعربية، بل هي واحدة من الأسماء اللامعة التي استطاعت أن تجمع بين الأصالة والحداثة في تصاميمها. من الهندسة الجيولوجية إلى عالم الأزياء، تخطت المنصوري حدود الإبداع، وابتكرت تصاميم تتناغم مع التراث والحداثة في آن واحد.
بداية غير تقليدية لمسيرة مهنية مميزة
لم تكن منى المنصوري كغيرها من مصممي الأزياء الذين بدأوا مسيرتهم في هذا المجال بشكل تقليدي. قبل أن تصبح واحدة من أبرز الأسماء في عالم الموضة، عملت المنصوري كمهندسة في الصناعة النفطية الجيوفيزيائية لمدة خمس سنوات، حاملة شهادة بكالوريوس في الهندسة الجيولوجية والبيولوجية من جامعة الإمارات. لكن حبها للأزياء دفعها لاتباع شغفها والعمل على إرساء قاعدة قوية لموهبتها في التصميم.
من "دار المنصوري" إلى العالمية
أسست منى المنصوري "دار المنصوري للتصميم"، وهو مشروعها الذي خصصته لتصميم فساتين الزفاف والهوت كوتور. منذ إطلاقه، سرعان ما أثبتت المنصوري أنها قادرة على نقل الأزياء الإماراتية إلى آفاق عالمية، حيث كانت لها مشاركات في أبرز عروض الأزياء المحلية والدولية، ومنها إيطاليا، وقد نالت العديد من الجوائز التي أكدت تميزها وإبداعها، من أبرزها جائزة "أفضل مصممة أزياء في آسيا" و"أفضل مصممة في الشرق الأوسط" من المنظمة العالمية GR8 في عام 2014.
منى المنصوري والإبداع في تصميم الأزياء التراثية
لم تقتصر إسهامات منى المنصوري على الأزياء الحديثة فقط، بل كانت لها بصمة خاصة في إحياء الأزياء التراثية الإماراتية. فقد حرصت على دمج عناصر التراث الإماراتي الأصيل في تصاميم معاصرة تحمل بين طياتها عبق الماضي وروعة الحاضر. وفي هذا السياق، تقول منى المنصوري إن الأزياء تعتبر "حاملة لهوية الشعوب، وهي تراث الأوطان"، مؤكدة أن مصمم الأزياء يجب أن يكون حريصًا على نقل تلك الهوية من خلال تصميماته التي تمثل تاريخ بلاده.
مساهمة في تمكين المرأة الإماراتية
من خلال مشاركاتها الإعلامية والفنية، باتت منى المنصوري واحدة من أهم رموز دعم وتمكين المرأة الإماراتية. ففي تصريحاتها، أشارت إلى أن القيادات الإماراتية قدمت دعمًا غير محدود للمرأة في مختلف المجالات، وهو ما مهد لها الطريق لتكون واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في مجالات متعددة. كما أكدت أن الدعم الذي تتلقاه المرأة الإماراتية ليس "على طبق من ذهب، بل على طبق من ألماس" ويعكس فكر القيادة الرشيدة.
منى المنصوري: حلم متحف إماراتي للأزياء
في إطار اهتمامها المتزايد بالتراث الإماراتي، عبّرت منى المنصوري عن أملها في إنشاء "متحف إماراتي متخصص" يعرض تاريخ الأزياء الإماراتية، ويحتفظ بتصاميم ملابس الأجداد والآباء. وقالت إنها تأمل أن يتم تسجيل هذا التراث الأصيل في متاحف خاصة، على غرار المتاحف المتعددة في باريس، التي تحكي تاريخ الأزياء العالمية.