اليوم 17 يناير، هو ذكرى رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.. واحدة من فنانات الزمن الجميل، والتي استطاعت أنت تحتل قلوب الجميع من خلال فنها وظهورها المميز على الشاشة وفي السينما.
منذ سن الخامسة، ظهرت فاتن حمامة الطفلة المميزة التي تسبق وقتها وتمتلك عدة مواهب، حيث كانت خطيبة متمكنة في السادسة من عمرها، وظهرت هذه الموهبة عندما قام والد فاتن الموظف بوزارة التربية والتعليم بالمنصورة بدعوة أحد المديرين الجدد لحفل تكريم، فقام بتحضير زجلاً للترحيب بالمدير.. وقام بتحفيظه لابنته فاتن، وعندما ألقت الطفلة فاتن الزجل في الحفل بطريقة تمثيلية رائعة نالت إعجاب الحاضرين، ومن يومها ذاع صيتها وأصبحت خطيبة كل حفل يقام في المنصورة.
كما فازت فاتن حمامة في مسابقة أجمل طفلة في مصر، بعدها أرسل والدها صورتها إلى المخرج محمد كريم الذى كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم يوم سعيد عام 1940، واقتنع المخرج محمد كريم بموهبتها ورشحها لأول أدوارها "أنيسة في فيلم يوم سعيد "، وكان عبدالوارث عسر هو المكلف بكتابة سيناريو الفيلم، ومن ضمن الأدوار في الفيلم دور لطفلة عمرها 6 سنوات، فكتب عسر دورا مختصرا يناسب طفلة، ولكنه عندما رأى فاتن حمامة مع والدها بعد الإعلان الذى نشره المخرج محمد كريم يطلب فيه طفلة لأداء الدور انبهر عسر بموهبة فاتن بعد حديثه معها، وقال إنها ستكون نجمة المستقبل وأعاد كتابة دور الطفلة ليمنحها مساحة أكبر إيمانا منه بموهبتها.
وبعدها تم نشر اسم الطفلة فاتن حمامة في الصحف عام 1940 خلال الإعداد للفيلم كأول طفلة تشارك في فيلم مصري، ما أثار ضجة كبيرة، وشنت إحدى المجلات حملة ضخمة على المخرج، وطالبت الحكومة بحماية الطفلة الصغيرة من التمثيل لما فيه من إرهاق لصحتها، وأجرت المجلة استفتاء بين قرائها حول اشتغال الطفلة الصغيرة بالتمثيل أو عدمه، وجاءت النتيجة بالموافقة.
هذه النتيجة جعلت المجلة تعتذر وتنشر صورة الطفلة فاتن واسمها في صفحة كاملة، وهذه كانت أول مرة ينشر فيها اسم فاتن وصورتها في الصحف، واحتفلت أسرتها احتفالا كبيراً بهذه المناسبة.
الطفلة فاتن حققت نجاحاً كبيراً، وجذبت الأنظار لموهبتها الكبيرة، وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم "رصاصة في القلب" عام 1944، ومع فيلمها الثالث "دنيا" عام 1946 استطاعت أن تثبت أقدامها في عالم الفن والتمثيل وانتقلت عائلتها إلى القاهرة وألحقتها بالمعهد العالي للتمثيل عام 1946.
فاتن حمامة تتزوج الرجل الأول في حياتها
تزوجت فاتن حمامة من الرجل الأول في حياتها المخرج عز الدين ذو الفقار، إذ وقعت في حبه رغم أنه كان يكبرها بحوالي 20 عاما حيث أنجبت فاتن عز ابنتهما نادية، وانتهت علاقة الثنائي الفني بالطلاق في 1954، وهو نفس العام الذي قامت فيه ببطولة فيلم "صراع في الوادي"، والذي التقت خلاله برجلها الثاني عمر الشريف.
فاتن حمامة وعمر الشريف
وكان عمر هو قصة الحب الأكثر إلهامًا في حياة فاتن أحبته منذ النظرة الأولى كما صرحت في أحد لقاءاتها التلفزيونية، وقالت إنها تخلت عن تحفظاتها بسبب مشاعرها تجاه عمر الشريف.
قصة حب عمر وفاتن بدأت مع فيلم "صراع في الوادي" واستمرت ربع قرن، أنجبا خلالها ابنهما طارق، حتى وقع الانفصال في سنة 1974، وقيل حينها إن حلم عمر للوصول إلى العالمية هو السبب حتى أن الكثيرين زعموا أن قصة حب تربط بينه وبين النجمة صوفيا لورين وهذا ما لم يكن يتوافق مع طبيعة فاتن الغيورة.
الزواج الثالث لـ فاتن حمامة
أما الرجل الثالث في حياة فاتن، فكان الطبيب محمد عبد الوهاب الذي تزوجته عام 1975 وقالت عنه في أحد لقاءاتها أنه الزوج المظلوم في حياتها، ولكنه الأكثر حظاً بالاستحواذ على قلبها حتى آخر يوم في عمرها، حتى أنه رحل بعدها بـ 3 سنوات فقط من رحيلها.
رحلت فاتن حمامة عن عالمنا في 17 يناير 2015، عن عمر ناهز 83 عامًا.. ولكنها ما زالت عالقة في قلوب محبيها.