في مجموعة من تصاميم الهوت كوتور لموسم خريف وشتاء 2024-2025، المُستوحاة من إرث الحضارة المينوسية "Minoan Civilization". استطاع سعيد قبيسي أن يجمع فخامة الماضي مع السحر المعاصر في واحدة من أجمل تصوّراته الفنّية.
كما عمل المُصمم اللبناني على تجسيد أفكاره الإبداعية من خلال إختزال الوقت وتقريب المسافات بين الحضارات المشرقية.
سعيد قبيسي يستوحي مجموعته من إرث الحضارة المينوسية
ظهرت الحضارة المينوسية قبل 2500 عام قبل الميلاد، واتخذ امتدادها الجغرافي في منطقة جزر شرق المتوسط بُعداّ، لتكتسب سمعتها الفنية تأثيراً ثقافياً متبادلاً مع مدن المتوسط، فجمعت الشرق والغرب برؤيتين للفخامة والسلاسة، وهو ما عكسه قبيسي في 24 تصميماً ساحراً تتميزت جميعها بالأناقة والإنطباعات المعاصرة.
وحملت القصّات ميزتين أساسيّتين، أولهما الفخامة التي تُعبّر عن إرث حضاري تميز بالاناقة والهيبة، وثانيهما الإنسيابية التي أعطت الرؤية العصرية وأتاحت قدرة على الحركة، من دون أن تخسر جاذبيتها التي تكرّست في الفتحات على الصدر والظهر والكتفين، لتمنح السيدة إطلالة إستثنائية، كما ساهمت نوعية الاقمشة المُعتمدة في المجموعة على تكريس الطابع الرقيق والفخم في وقتٍ واحد.
أيضاً تكفّلت أقمشة مثل الـ"تافتا" و الـ"الساتان" في تعزيز رشاقة التصاميم وسلاستها، أما "الكريب" و "التول" فساهما في منحها قدرة على الابتكار والتميز من خلال الطواعية، بالإضافة إلى "الاورغونزا" الذي منحها الحجم الذي يكرّس فخامة التصميم المستوحى من إرث القوة والأناقة المختلفة.
وبالرغم من تلك الانطباعات الإمبراطورية، تكمن "عصرَنَة" المجموعة في تقنيات مُبتكرة اعتمدها قبيسي، مثل طبقات "الاورغونزا" الثلاثية الأبعاد، وتشكيل القماش، والظلال الضخمة، فيما يتكفل التطريز بتشكيل هوية خاصة للتصاميم، حققت التلاقي بين الماضي والمستقبل، وجمعت التقاليد بالحداثة.
هذه القدرة على جمع المتغيّرات، تجسّدت أيضاً في الألوان التي أبرزت الفخامة والرقة، وهي ألوان مستوحاة من العصر المينوسي، وتميّزت بألوانها النابضة بالحياة مثل الأخضر، والأحمر الأرجواني، والأزرق الفيروزي، والـ"باج" والذهبي، والأسود، ما عكس فخامة وعظمة هذه الحضارة القديمة.
واختتم قبيسي مجموعته بفستان زفاف مدهش، يُجسد الفخامة والأناقة بنفس الوقت، وذلك عبر تصميم مبتكر مع الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة، حيث يُعدّ الفستان بمثابة تكريم لإرث الحب والاحتفال الدائم بالفرح الذي يتجاوز الزمن.
يُذكر أن أحلام سعيد الكبيرة والبعيدة ليست بالشيء الجديد عليه، فقد كان لتصاميمه السابقة محطات في احتفالات ملكية، خاصة في إطلالة الملكة رانيا العبدالله خلال حفل حناء زوجة ولي العهد الأميرة رجوة الحسين.
وخطفت يومها الملكة رانيا الأنظار بارتدائها القفطان الأزرق من تصميم سعيد قبيسي، الذي تميّز ببساطته وفخامته في تلك المناسبة الملكية المميزة.