ودّع العالم في الساعات الماضية أسطورة الشاشة الإيطالية كلوديا كاردينالي، التي توفيت عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد مسيرة استثنائية امتدت لأكثر من ستة عقود، جعلتها رمزًا عالميًا من رموز الفن السابع.
كلوديا كاردينالي : بدايات تونسية وأصول صقلية
وُلدت كاردينالي في ضاحية حلق الوادي في تونس لعائلة من أصول صقلية، وتلقت تعليمها بالفرنسية. عام 1957، غيّرت حياتها بالكامل حين فازت بمسابقة جمال محلية منحتها تذكرة إلى مهرجان البندقية، فدخلت عالم السينما الإيطالية لتكتب أول فصول أسطورتها.
اضطرت في بداياتها إلى دبلجة صوتها بسبب لهجتها، لكن موهبتها ظهرت سريعًا. وفي عام 1963، حققت قفزتها الكبرى من خلال فيلم “8½” للمخرج فيديريكو فيليني، وفيلم “الفهد” للوتشينو فيسكونتي. كما شاركت في أفلام هوليوودية بارزة منها “النمر الوردي” و “حدث ذات مرة في الغرب”، لتصبح وجهًا عالميًا للسينما الإيطالية.
واجهت كاردينالي ضربة قوية في السبعينيات بعد انفصالها عن المنتج فرانكو كريستالدي، الذي حاول عرقلة مسيرتها، لكن إنقاذها جاء من فرانكو زيفيريلي الذي منحها دورًا في مسلسل “يسوع الناصري” عام 1977. ومن هناك، عادت لتتألق مع كبار المخرجين الأوروبيين أمثال فيرنر هرتزوغ وماركو بيلوتشيو.
روابط لا تنقطع مع تونس
رغم شهرتها العالمية، حافظت كلوديا على علاقة وثيقة بموطنها الأول تونس، حيث شاركت في أعمال لافتة مثل “رحلة إلى حلق الوادي” (1996)، الذي احتفى بالتعايش الثقافي والديني، وفيلم “عشق طبرقة” (2004) و “جزيرة العفو” (2022).
وتحدّت كاردينالي الأعراف، حتى أنها حضرت اجتماعًا مع البابا بولس السادس مرتدية تنورة قصيرة. وفي عام 2022، صدر كتاب بعنوان “كلوديا كاردينالي. التي لا تُقهر” والذي يلخص روحها الحرة.
تكريمات وإرث خالد
حصلت على جائزة إنجاز العمر في مهرجان برلين السينمائي عام 2002، وقالت يومها ما معناه: “لقد عشت أكثر من 150 حياة عبر الأدوار التي جسدتها، ومن الرائع أن الفن أتاح لي فرصة أن أكون امرأة مختلفة كل مرة.”
برحيلها، خسرت السينما العالمية واحدة من أكثر نجماتها تميزاً وجاذبية، لكنها تركت خلفها إرثًا خالدًا من الأفلام، والمواقف، واللحظات التي ستبقى محفورة في ذاكرة عشاق الفن السابع.
شاهد تقرير سابق : مهرجانات مصر وتونس السينمائية تعيش حالة حداد