في خبر مفاجئ، أعلنت اليوم دار بالمان Balmain عن انتهاء شراكتها مع المصمم أوليفييه روستينغ Olivier Rousteing ، الذي شغل منصب المدير الإبداعي للدار منذ عام 2011. بخطوةٍ تمثل نهاية حقبة فارقة في تاريخ الدار، يغادر روستينغ موقعه بعد أربعة عشر عامًا ترك خلالها بصمة لا تُمحى في عالم الموضة العالمية.
بداية مبكرة ومسيرة استثنائية
تم تعيين أوليفييه روستينغ في منصب المدير الإبداعي لدار بالمان وهو في الخامسة والعشرين من عمره، ليصبح بذلك أصغر من تولّى هذا المنصب في تاريخ الدار. لم يكن ذلك مجرد إنجاز عمري، بل بداية لتحول جذري في هوية بالمان.
منذ تسلّمه القيادة، نجح روستينغ في دمج الثقافة الشعبية مع الموضة الراقية، مستفيدًا من قربه من الجيل الرقمي، ليعيد تعريف مفهوم الفخامة العصرية ويجعل من بالمان علامة تجارية عالمية تخاطب جيلًا جديدًا من عشّاق الموضة.
تحديات وإصرار
واجه روستينغ وفريقه العديد من التحديات، أبرزها ما حدث في عام 2023، حين سُرقت أكثر من 50 إطلالة من مجموعته قبل أيام قليلة من أسبوع الموضة في باريس. ورغم الصدمة، أصرّ على تقديم العرض في موعده، في خطوة أثبتت صلابته وروح الفريق التي لطالما تميز بها عمله داخل الدار.
إشادة وتقدير من إدارة بالمان
أعرب رشيد محمد رشيد، الرئيس التنفيذي لشركة "مايهولا" ورئيس مجلس إدارة بالمان، عن امتنانه الكبير لمساهمة روستينغ قائلاً:
"نحن ممتنون بعمق لإسهام أوليفييه المتميز. فقد أعاد تعريف حدود الموضة وألهم جيلًا جديدًا من خلال إبداعه الجريء وإيمانه الراسخ بالتنوع والشمولية."
كما أشار ماتيو سغاربوسا، الرئيس التنفيذي الحالي لدار بالمان، إلى أن روستينغ كتب "فصلًا أساسيًا في تاريخ الدار"، مؤكدًا أن شغفه وإبداعه سيظلان جزءًا لا يُنسى من تاريخ الموضة.
إرث من الحداثة والتنوّع
على مدار أكثر من عقد، نجح أوليفييه روستينغ في الموازنة بين إرث بالمان العريق والتطور العصري، معيدًا رسم هوية العلامة بما يتماشى مع قيم الجيل الحديث.
لقد ترك إرثًا يفيض بالجرأة، الحداثة، والاحتفاء بالتنوّع الثقافي والجمالي.
كلمات الوداع
في بيانه الوداعي، قال روستينغ:
"اليوم يُصادف نهاية حقبتي مع دار بالمان.
منذ ستة عشر عامًا، بدأت هذه المغامرة مع بالمان دون أن أعلم ما الذي يخبئه لي المستقبل.
يا لها من قصة استثنائية كانت — قصة حب، وقصة حياة.
لم يكن أيٌّ من ذلك ممكنًا لولا عائلتي التي اخترتها، وفريقي، والمجموعة، وجميع الأشخاص الذين آمنوا بي منذ البداية.
وكما هو الحال في كل قصة، فإن لهذه القصة أيضًا نهاية.
شكرًا لكم على دعمكم، ومحبتكم، ولأنكم عشتم معي، موسمًا بعد موسم، هذه الرحلة الجميلة مع بالمان.
شكرًا لمجموعة مايهولا على الدعم وعلى كل الذكريات التي ستبقى محفورة إلى الأبد في ذهني.
شكرًا لفريقي، فلولاهم ما كانت أيٌّ من هذه المغامرات المذهلة لتوجد.
وصلت إلى هنا في الرابعة والعشرين من عمري، بعينين مفتوحتين وإصرار لا يلين.
واليوم، أغادر دار بالمان وعيناي لا تزالان مفتوحتين — مفتوحتين على المستقبل وعلى المغامرات الجميلة المقبلة، تلك التي سيكون لكم جميعًا مكان فيها.
حقبة جديدة، وبداية جديدة، وقصة جديدة.
شكرًا لكم."
المستقبل المجهول لدار بالمان
لم تعلن الدار بعد عن هيكل القيادة الإبداعية الجديد الذي سيخلف روستينغ، لكن المؤكد أن رحيله يفتح صفحة جديدة في تاريخ بالمان، بعد فترة اتسمت بالجرأة، الشغف، والتأثير العميق على صناعة الموضة العالمية.
