في حكاية خفيفة الدم لكنها مليئة بالأسئلة، يعود آسر ياسين إلى السينما بوجه مختلف، يقترب من الكوميديا ويقتحم عالم العلاقات المعقّدة، حيث «التوكسِك» ليس مجرد صفة، بل حالة إنسانية قابلة للنقاش والضحك معًا.
آسر ياسين يسأل: ليه أصلًا حد يبقى توكسك؟
في حديثه مع ET بالعربي، يطرح آسر ياسين تساؤلًا بسيطًا في ظاهره، عميقًا في معناه: «ليه أصلًا حد يبقى توكسك؟». ويوضح أن العلاقات غالبًا ما تتأرجح بين شخص طيب أكثر من اللازم، وآخر قاسٍ أكثر من اللازم، بينما التوازن الحقيقي يكمن في المنطقة الوسطى التي نادرًا ما نصل إليها.
هذا الصراع الإنساني يقدّمه آسر من خلال شخصيتين مختلفتين يجسدهما في فيلمه الجديد «إن غاب القط»، المقرر عرضه في دور السينما بتاريخ 8 يناير، حيث يلعب دور شقيقين متناقضين تمامًا في الطباع والسلوك.
تحدٍ تمثيلي وكوميديا لأول مرة
تجسيد شخصيتين شقيقين داخل عمل واحد لم يكن سهلًا، كما يصف آسر، خصوصًا مع ضرورة التمييز بينهما شكليًا ونفسيًا وسلوكيًا، وفي بعض الأيام تصوير الشخصيتين في اليوم نفسه. تحدٍ مضاعف، يزداد صعوبة لكون الفيلم أول تجربة كوميدية له في السينما، بعد نجاحه اللافت دراميًا في أعمال مثل «بـ100 وش».
المنتج هاني عبد الله يؤكد أن خفة دم آسر الحقيقية كانت عنصرًا أساسيًا في الحماس للفيلم، معتبرًا أن هذه النقلة السينمائية امتداد طبيعي لقدرته على تغيير جلده الفني.
كوميديا موقف وصراع حول لوحة مسروقة
تبدأ أحداث الفيلم بسرقة لوحة شهيرة من أحد المتاحف، لتدخل القصة في دوامة صراعات بين أفراد العصابة وموظفي المتحف، ضمن قالب يعتمد بشكل أساسي على كوميديا الموقف، وهي النوع الأقرب لآسر ياسين، كما يقول، حيث الضحك نابع من الموقف نفسه قبل الإفيهات.
كاست متنوع وتجربة مختلفة
الفيلم يضم مجموعة من الأسماء، من بينهم محمد شاهين، الذي يطل في مساحة لايت كوميدي بحذر محسوب، إلى جانب سماح أنور التي وصفها آسر بـ«الاكتشاف الكوميدي الخطير». وتتولى سارة نوح الإخراج، مؤكدة أن الفيلم يلعب بذكاء على توقعات الجمهور، حيث تبدأ الحكاية مألوفة، قبل أن تنقلب بعد دقائق قليلة إلى مسار غير متوقع.
أما السيناريست أيمن وتار، فيوضح أن فكرة التوأم قُدّمت سابقًا، لكن معالجة «إن غاب القط» مختلفة، إذ تركز بشكل خاص على مفهوم «توكسيسيتي الرجل» وتأثيره داخل العلاقات، في طرح ساخر يحمل بين سطوره أسئلة جدية.