بعد تعرضها لانتقادات لاذعة بسبب عدم دعمها العلني للمخرج الفلسطيني حمدان بلال، الذي اعتقلته القوات الإسرائيلية مؤخرًا، أصدرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة بيانًا جديدًا.
وجاء الاعتذار في رسالة رسمية إلى أعضائها البالغ عددهم 11,000 عضو، حيث أقرت الأكاديمية بخطئها في عدم ذكر اسم بلال أو فيلم “لا أرض أخرى” في بيانها السابق.
أكاديمية الأوسكار تعتذر بسبب تجاهل إعتقال حمدان بلال
يوم الجمعة، أصدرت الأكاديمية رسالة ذكرت فيها بلال صراحةً واعتذرت عن حذفه وحذف الفيلم من بيان أصدرته في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وجاء في الرسالة ما معناه: "أرسلنا يوم الأربعاء رسالة ردًا على تقارير عن تعرض حمدان بلال، المخرج المشارك في فيلم "لا أرض أخرى"، الحائز على جائزة الأوسكار، لعنف مرتبط بتعبيره الفني".
تابع البيان : "نأسف لعدم ذكر اسم السيد بلال والفيلم بشكل مباشر، كما نعتذر بشدة للسيد بلال وجميع الفنانين الذين شعروا بعدم دعمهم في بياننا السابق، ونؤكد أن الأكاديمية تدين هذا النوع من العنف في أي مكان في العالم. ونرفض قمع حرية التعبير تحت أي ظرف من الظروف".
إجتماع طارئ ورد فعل غاضب من الأعضاء
جاء الاعتذار بعد اجتماع طارئ عقده مجلس إدارة الأكاديمية صباح الجمعة، في ظل تصاعد الاحتجاجات بين أعضائها، حيث كانت الأكاديمية أصدرت بيانًا يوم الأربعاء يُدين العنف ضد الفنانين، لكنها لم تذكر اسم بلال، ما أثار موجة غضب بين صناع السينما.
وفي خطوة تصعيدية، تم تداول رسالة مفتوحة بين أعضاء الأكاديمية تطالب برد فعل أقوى. وبحلول يوم الجمعة، وقع 690 عضوًا على الرسالة، من بينهم نجوم بارزون مثل مارك روفالو، ساندرا أوه، أوليفيا كولمان، خواكين فينيكس، ريز أحمد، بينيلوبي كروز، إيما تومسون، وريتشارد جير، إضافة إلى مخرجين مثل ألفونسو كوارون، آفا دوفيرناي، آدم مكاي، وجيم جارموش.
كما جاء في الرسالة ما معناه: “نُدين الاعتداء الوحشي والاحتجاز غير القانوني للمخرج الفلسطيني الحائز على جائزة الأوسكار حمدان بلال من قِبل المستوطنين والقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية. إن استهداف بلال ليس هجومًا على مخرج واحد فحسب، بل هو هجوم على كل من يجرؤ على الشهادة ورواية حقائق مُقلقة.”
رغم اعتذار الأكاديمية، لم يخفِ المخرج المشارك للفيلم، يوفال أبراهام، خيبة أمله، معتبرًا أن الأكاديمية تأخرت كثيرًا في إصدار موقف واضح.
وقال في منشور عبر إكس X ما معناه : “أتيحت للأكاديمية فرصة لإظهار الشجاعة والتضامن، لكنها اختارت الصمت.”
تفاصيل الإعتقال والإعتداء على بلال
كان بلال قد احتُجز بعد تعرضه لاعتداء من مستوطنين إسرائيليين قرب منزله في قرية سوسيا بالضفة الغربية، وقال شهود عيان إن الجنود الإسرائيليين أخذوه من سيارة الإسعاف أثناء تلقيه العلاج، ثم اقتادوه إلى قاعدة عسكرية حيث احتُجز لمدة 24 ساعة قبل إطلاق سراحه.
وفي حديثه لشبكة ABC News، قال بلال من سريره في المستشفى ما معناه: “استمروا في مهاجمتي لمدة 15-20 دقيقة، كنت أنزف من كل مكان، أشعر بألم في كل جزء من جسدي.”
أضاف أن الجنود الإسرائيليين سخروا منه أثناء احتجازه، مشيرين إلى فوزه بجائزة الأوسكار. كما نفى الاتهامات الإسرائيلية له برمي الحجارة.
“لا أرض أخرى”… فيلم ناجح رغم العقبات
يروي “لا أرض أخرى” قصة كفاح مجتمع فلسطيني في الضفة الغربية، يواجه التهجير من قبل القوات الإسرائيلية، ورغم فوزه بجائزة الأوسكار، لم يحصل الفيلم على توزيع تجاري واسع، ما اضطر فريقه إلى إصداره ذاتيًا بعد رفض الموزعين تبنيه.
وتم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي عام 2023، حيث حصل على جائزتي لجنة التحكيم والجمهور، لكنه ظل يواجه تحديات سياسية واضحة، كان آخرها اعتقال بلال.
شاهد فيديو سابق : ترشيحات الأوسكار الـ97: كل ما تحتاج معرفته
