تأثير انتشار فيروس كورونا كان على كل القطاعات الصناعية بكل دول العالم ومنها السينما، حيث تم إغلاق مسارح الصين، وتراجعت إيرادات شباك التذاكر في كل من إيطاليا وكوريا الجنوبية وصولاً إلى الشرق الأوسط.
وبعد النجاحات التي حققتها صناعة السينما العالمية في عام 2019، تراجعت التوقعات باستكمال هذه الإنجازات مع ظهور فيروس كورونا والذي يمكن أن يبقي سكان العالم بعيداً عن الأماكن العامة لتجنب خطر انتقال العدوى لأسابيع أو شهور.
و يتوقع بعض المحللين أن يؤدي الفيروس إلى خسارة تصل إلى خمس مليارات دولار من ايرادات شباك التذاكر، مع التأثير على إنتاج الأفلام، ويمكن لهذه الخسائر أن تزيد بحال تأثرت الأفلام في بلدان أخرى مثل الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت عن إصابة نحو مئة شخص ووفاة 6 أشخاص.
وتعتبر الصين ثاني أكبر سوق للأفلام في العالم، والتي أغلقت منذ أسابيع نحو 70 ألف صالة عرض، ما أدى إلى انخفاض عائدات هوليوود والإنتاج المحلي أيضاً. وبلغت مبيعات التذاكر في فترة عطلة رأس السنة الصينية من 24 يناير إلى 23 فبراير من هذا العام 4.2 مليون دولار، مقارنة بـ1.76 مليار دولار من نفس الفترة بالعام 2019.
في كوريا الجنوبية وهي خامس أكبر سوق للأفلام، انخفضت خلال عطلة نهاية الأسبوع إيرادات شباك التذاكر إلى 80 بالمئة. وقال مسؤول في لجنة الأفلام الكورية إن "الوضع أسوأ بكثير مما رأيناه خلال انتشار فيروس ميرس في العام 2015، إذ تراجع عدد رواد السينما بنحو 40 بالمئة ولكن لم نشهد إغلاقاً لمسارح، وانتعشت السوق بعد شهر، ولكن الأمر مختلف مع فيروس كورونا".
وشبه مسؤول في CGV وهي أكبر سلسلة مسارح في كوريا، الوضع الحالي بعام 2009 عندما انتشر فيروس انفلونزا الخنازير وأصيب نحو 80 ألف شخص في كوريا.
وقد تم تأجيل عروض عدد من الأفلام ومنها الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار Parasite إلى أن تهدأ أزمة الفيروس، ومن المتوقع أن تكون دور العرض في كوريا مهجورة في الأسابيع المقبلة.
في ايطاليا تم إغلاق نحو نصف صالات السينما بعد تفشي الفيروس بسرعة وبأعداد كبيرة تخطت الألفي حالة وارتفاع عدد الوفيات إلى أكثر من سبعين حالة. إذ انخفض اجمالي الإيرادات نحو 76 بالمئة في عطلة نهاية الأسبوع مقارنة بالعام الماضي. وكانت إيرادات شباك التذاكر قد ارتفعت بنسبة 22 بالمئة مع بداية العام قبل تفشي الفيروس.
وبدأت المخاوف تطاول دولاً مثل اليابان بعد تأكيد إصابة أكثر من 275 شخصاً وست حالات وفاة، ومن المتوقع أن تشهد إيرادات السينما تراجعاً بنسبة 10 أو 15 بالمئة.
المواطنون في الشرق الأوسط يبتعدون عن الأماكن المكتظة ودور العرض بعد تسجيل عدد من الحالات ولاسيما في ايران مع ارتفاع عدد الإصابات والوفيات فيها بشكل سريع، وفي الإمارات يتجنب الناس الاختلاط والتواجد في الأماكن العامة. والكويت التي رصدت عدداً من الحالات واتخذت مع غيرها من دول الخليج إجراءات وقائية للحد من تفشي الفيروس، كلها أدت إلى انخفاض إيرادات شباك التذاكر إلى نحو عشرة بالمئة.
المملكة المتحدة لم تسجل عدداً كبيراً من الإصابات لذلك حتى الآن الإجراءات لم تطاول قطاع السينما ولم تُغلق دور العرض ولم يتوقف الإنتاج، ولكن لا يستبعد المحللون من أن ترتفع نسبة الإصابات في المملكة المتحدة وأن يتأثر هذا القطاع.
وبسبب تفشي فيروس كورونا في أنحاء العالم، قامت ديزني بتأجيل إطلاق فيلم Mulan إلى أواخر مارس، وتم تأجيل العرض الأول لفيلم No Time To Die في الصين، وألغت ديزني كوريا جميع العروض السينمائية وأعلنت في بيان بأنه "سيتم الإعلان عن موعد لاحق بعد تقييم الوضع القائم".
إلى جانب الأفلام المذكورة، هناك عدد من أفلام هوليوود لا يزال بانتظار تحديد موعد لإطلاقها في الصين مثل Jojo Rabbit، 1917، Dolittle، Marriage Story، Little Women و Sonic The Hedgehog.