في أجواء غلب عليها الحماس والإلهام، اختُتمت فعاليات النسخة الحادية عشرة من ملتقى قمرة السينمائي 2025، الحاضنة السنوية التي تنظّمها مؤسسة الدوحة للأفلام، وسط مشاركة واسعة من صنّاع أفلام ناشئين وخبراء عالميين، جمعهم شغف واحد: رواية القصص بالصورة والصوت.
وأعلنت فاطمة الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، أن المؤسسة تستعد لإطلاق مهرجان سينمائي جديد كليًا في قطر بحلول نوفمبر 2025، احتفالًا بنمو مؤسسة الدوحة للأفلام والذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيسها.
قمرة 2025 : تمكين بلا حدود
وأكدت الرميحي، أن المؤسسة وعلى مدار 15 عاماً كرّست جهودها لتمكين المواهب السينمائية في المنطقة وخارجها، قائلة: “نجحنا خلال هذه المسيرة في تحقيق إنجازات كبيرة ومهمة، من خلال ظهور مشاريع جديدة ومميزة بشكل منتظم. نحن هنا لنثبت أن صناعة الأفلام ليست مهنة صعبة فحسب، بل شغف ينبض بالحياة والمجتمع.”
لم تخفِ الرميحي فخرها بالدعم الذي تقدّمه المؤسسة دون فرض قيود أو معايير صارمة، مُضيفة: “نحن لا نحدد نسبًا معينة لمن يجب أن يشارك معنا، ولا نُقَيِّم المشاركات إلا من خلال جودة القصص وتفاني أصحابها.” كما شددت على أهمية المضي قدمًا في تطوير المشهد السينمائي المحلي والعربي، مؤكدة: “حان الوقت لنروي قصصنا بأنفسنا.”
أما عن فلسفة قمرة، فقد أوضحت: “قمرة ليست مهرجانًا اعتياديًا، بل مساحة فنية مركزة، مصمّمة لتكون جسرًا بين المواهب وخبراء الصناعة.”
700 لقاء.. و49 مشروعًا من العالم
الزخم في قمرة هذا العام كان واضحًا، بحسب هناء عيسى، مديرة الإستراتيجية والتطوير في المؤسسة، التي كشفت عن تنظيم أكثر من 700 لقاء مهني بين صناع أفلام وموجهين محترفين.
وقالت: “النجاح الحقيقي لقمرة يكمن في خصوصية الحدث، حيث يبتعد المشاركون عن صخب الأضواء ليركزوا بالكامل على الإبداع.”
من جهته، عبّر إيليا سليمان، المستشار الفني للمؤسسة، عن اعتزازه بالتضامن العالمي مع السينما العربية، مؤكدًا أن قمرة أصبح نقطة التقاء لصناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم. وقال: “لم يعد المستقبل مجرد حلم، بل واقع يتشكّل بدعم عالمي متزايد.”
وفي واحدة من أبرز لحظات قمرة هذا العام، شارك المخرج الشهير جوني تو، أحد أعمدة السينما في هونغ كونغ، في ندوة خاصة قدّم خلالها لمحة عن أسلوبه الفريد في إخراج مشاهد الحركة المعقدة. كما أشاد تو بأحد المشاريع القطرية المشاركة قائلاً: “هذا المشروع يثبت أن الموهبة لا تعرف حدودًا، وأن صانع الأفلام العربي قادر على المنافسة عالميًا.”
لا خوف من الذكاء الاصطناعي
وفي حديثه مع المشاركين، وجّه جوني تو رسالة دعم، داعيًا صناع الأفلام الشباب إلى عدم القلق من الذكاء الاصطناعي، بل إلى توسيع آفاقهم والتفاعل مع تجارب السينما العالمية. وأضاف: “أنا أؤمن بالحدس والبديهة، أكتب أثناء التصوير. السينما ليست مجرد نص، بل لحظة شعور حقيقي.”
ملتقى قمرة السينمائي أثبت هذا العام من جديد أنه أكثر من مجرد حدث، بل هو منصة تمكين وتأثير، تُعبّر عن رؤية مؤسسة الدوحة للأفلام في بناء صناعة سينمائية متكاملة في العالم العربي. ومع كل دورة، يقترب الحلم من التحقق: أن تصبح الدوحة مركزًا عالميًا لصناعة الأفلام، حيث تُكتب القصص وتُروى كما يجب أن تُروى.
شاهد تقرير سابق : عرض "الفصل المفقود من كليلة ودمنة" في قطر يبهر العالم
