الحلم، الطموح والمغامرة هي المفردات، التي تشكل رحلة طارق الادريسي في عالم السينما فهذا المخرج المغربي الشاب الذي اختار أن يدرس السينما باسبانيا وانتقل خفية عبر قارب من المغرب إلى مدريد، عمل نادلا ودرس الفن السابع ليعود بعد 10 سنوات وطموحه تقديم سينما وثائقية في مستوى الذاكرة الجماعية و التراثية لشمال افريقيا.
غامر طارق الادريسي بالكثير وجازف بكل الأفكار لينجز أعمالا مثل "الريف 58 - 59" و"رحلة خديجة" ويدخل مع فيلمه الجديد "صوت ثامزغا" لتجربة هي الأولى من نوعها في تاريخ الانتاج السينمائي بالمغرب فقد أطلق حملة التمويل التشاركي لدعم الفيلم على مستوى شراء الموسيقى الأصلية.
هذه الطريقة في البحث عن آليات لدعم الأفلام تعتمد كثيرا في الغرب إذ يلجأ لها بعض السينمائيين لتمويل أفلامهم خاصة ذات التكلفة العالية أو في غياب جهة فنية ومنتجة داعمة.

والمفاجأة أن هذه الحملة حضيت بتفاعل كبير من محبي التراث الأمازيغي والسينما وتمكن من الحصول على 70 بالمائة من كلفة تمويل الموسيقى الأًصلية للفيلم بعد أن تطوع أكثر من 100 شخص لدعم هذا العمل السينمائي عن تاريخ الموسيقى الأمازيغية.
ورغم المصاعب الانتاجية التي مر بها فيلم طارق الادريسي إلا أن جائحة كورونا كانت أًصعبها إذ تأجل عرض "صوت تامزغا" في موعده الذي كان مقرر هذا الصيف وذلك بسبب غلق قاعات السينما.

ويعمل طارق الادريسي حاليا على إيجاد أشكال جديدة لعرض الفيلم ومن المتوقع أن يكون على أحد المنصات الرقمية مع التفكير في عرضه بدور العرض التجارية في سبتمبر القادم.
فيلم "صوت ثامزغا" (Sound of Berberia) تدور أحداثه حول مجموعة من الموسيقيين من منطقة الريف يجوبون شمال افريقيا ومالي بحثا على الايقاع الأمازيغي الأصلي.
ويجسد الدور الرئيسي في العمل طارق فريح وتم تصوير مشاهده في المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، مالي وجزر الكناري.