تشهد السينما السعودية مرحلة نضوج متسارعة مدفوعة برؤى طموحة وتجارب متنوّعة، حيث يؤكد صُنّاعها أن المملكة العربية السعودية أصبحت "محركًا كبيرًا وأساسيًا في الثقافة والفنون على مستوى العالم".
 
وبينما تستمر عجلة الإنتاج بالدوران، بدأت ملامح "الخلطة المضمونة" للنجاح تتضح، مدعومة بأرقام قياسية وإقبال جماهيري متزايد.
إبراهيم الخيرالله يتحدث عما يميز السينما السعودية عن غيرها
يرى صُنّاع السينما الذي التقاهم ET بالعربي على هامش منتدى الأفلام السعودي الذي عقد منذ فترة، أن قوّة الإنتاج السعودي تنبع من قصصه التي لم تُروَ بعد، لكنهم يتفقون على أن الحديث عن "هوية نهائية" للسينما السعودية لا يزال مبكرًا.
ويصف إبراهيم الخيرالله أن ما يميّز السينما السعودية هو تمتعها بـ"الأصالة"، مشيرًا إلى أن القصص التي كانت "تُسمع وما توثقت" باتت اليوم قصصًا "العالم كله وده يعرف سالفتها".
ويضيف أن السينما السعودية "رجعت بالصورة وين ما انتهى العالم في صناعة السينما، مو وين ما ابتداها".
كما تحدث عن فيلم "الزرفة" الذي حقق أصداء واسعة رغم "تباين في بعض الآراء "، مشيرًا إلى أن الفيلم باع 740 ألف تذكرة، ليصبح "ثاني أعلى فيلم سعودي مبيعا في التاريخ". ويرى أن النقد جزء من العملية التسويقية، معتبرًا أن "أي حديث عن منتجك هو في صالحك".

وحسم موضوع وجود جزء ثان من الفيلم، مؤكدا أنه لا يفضّل إنتاج الأجزاء المتتالية، موضحًا: "ودي بقصة جديدة".
وأعلن أنه يستعد لإطلاق فيلمين جديدين بأسلوب مختلف سيتم التحضير لهما في نفس الوقت، على أن يُعرضا قبل نهاية عام 2026. الأول يدور حول كرة القدم، والثاني عن "اثنين يبون يدورون رزق الله".
محمد الشهري: "المملكة العربية السعودية قارة تنوّع ثقافي ولهجات"
أما محمد الشهري فيرى أن هوية الفيلم السعودي لا تزال تتشكل، موضحًا أن المملكة "قارة تنوّع ثقافي ولهجات"، لذلك ما زالوا في مرحلة "الاكتشاف والتجريب" لتحديد "الخطّ اللي يمشي عليه الفيلم السعودي".
ويؤكد محمد الشهري أن النجاحات الأخيرة تشير إلى أن "الخلطة المضمونة" بدأت تتكوّن، رغم أنها ما زالت قيد التجربة. ويشير إلى تجربة إبراهيم خير الله الذي بدأت تتضح له ملامح تلك الخلطة بعد تحقيقه نجاحين متتاليين بأرقام مرتفعة في شباك التذاكر.

حسن عسيري: مستقبل السينما السعودية واعد جدا
من جهته، شدّد حسن على أهمية كثرة التجارب، معتبرًا أنها "راح تخلي الحالة كلها صحية"، مؤكدًا أن نجاح أفلام مثل هوبال ونورة يمثل "خطوات مهمة جدًا". كما أشار إلى البعد الاقتصادي للعمل الفني، موضحًا أن "أي شيء لا يُبنى لأسباب اقتصادية ما يعيش".
ويتوقع عسيري أن "المستقبل أكيد لا شك أنه واعد، وواعد جدًا جدًا"، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد أن "أفلام شباك التذاكر راح تكون أفلام سعودية".

تعاون حسن عسيري مع ياسمين عبد العزيز و مي عمر
كما كشف أن شركته (الصدف) تصوّر حاليًا عملًا رياضيًا، ومسلسلًا طويلًا من 45 حلقة بعنوان "العائد"، مؤكدًا أن الصدف تُعد "محركًا أساسيًا في اقتصاديات الإنتاج في الوطن العربي"، مع استمرار تعاونها في مشاريع جديدة بمصر مع ياسمين عبد العزيز ومي عمر.
 
   
   
   
   
   
   
   
   
   
   
   
   
   
   
 
 
 
   
   
   
   
   
   
   
   
   
   
   
   
   
   
  