أحداث "النار بالنار" تتسارع بشكل كبير قبل نهايته، المسلسل الذي نجح في شدّ إنتباه المشاهدين اللبنانيين والسوريين معاً، منطلقاً من واقع صعب يعيشه أبناء البلدين الجارين.
وحملت الحلقة 27 من مسلسل "النار بالنار" تطورات كبيرة ومحزنة، فبعد أن قام عمران بالإنتقام من عزيز بحرق البيانو الخاص بوالده، تسارعت الأحداث بشكل كبير على ضوء ما تسرده القصة من وقائع لمشاكل أبناء الحي الواحد وظروفهم الصعبة، وإجبارهم على القيام بأمور لا تشبههم بشيء إلى حد تعريض حياتهم للخطر.
جميل يبيع كليته لتسديد دين عمران
وبعد أن عادت علاقة جميل وقمر إلى الهدوء النسبي، إثر قيام قمر بمبادرة فردية حين بدأت العمل في القهوة المجاورة لمنزل زوجها لتأمين مصاريف ترميم المنزل، قرر جميل التوقف عن لعب القمار وقام بحرق "الورق"، ليتفاجأ الجمهور بعدها بمشهد جميل متوجهاً إلى المكان الذي يتردد إليه عمران سراً، ويكتشف المشاهد أن هذا المكان ليس سوى مسلخ يتم فيه نزع أعضاء الفقراء والمحتاجين الذين ضاقت بهم سبل الحياة، فيلجأون إلى بيع أعضائهم لتأمين قوتهم اليومي أو مستقبل أحد الأعزاء على قلوبهم.
جميل عاد إلى الحيّ " بكلية واحدة " في سيارة أبو الرضا، بوجهٍ أصفر شاحب، ودخل منزله وهو يمسك كيساّ مليئاّ بالأدوية، لينال المشهد إستعطاف المشاهدين الذين تفاعلوا مع حالة جميل المحزنة، فكتب أحد المغردين على تويتر وقال : "مافي زهره #النار_بالنار".
كما شاركت ساشا دحدوح مقطعاً من الحوار الذي دار بينها وبين جميل بعد عودته من عملية استئصال الكلية وكتبت : "كمية الألم الداخلي لا توصف كيف لو كان حقيقة،،،، وما أكثرها !! الحياة وما ادراكم ما الحياة #ساشا_دحدوح #طارق_تميم #النار_بالنار".
محمد عبد العزيز يردّ على رامي كوسا
وعن التعديلات التي طالت سيناريو النار بالنار، ردّ محمد عبد العزيز على رامي كوسا، فبعد البلبلة التي حدثت مؤخراً مع كاتب العمل رامي كوسا وإتهام الأخير له بتغيير النص، جاء تفسير المخرج كالتالي :” عندما قدّم رامي النص لي كان هناك عدة ملاحظات، الحلقة الأولى كانت ساحرة وتُعدّ من أفضل النصوص التي قرأتها، ولكن فيما بعد بدأ يضعف هذا الإحساس، وصراحة كان رامي متجاوباً بشكل كبير يُشكر عليه كما أنه بدأ التعديل من الصفر”.
وأضاف محمد :”قصة الكاتب رامي كوسا قد خضعت لتعديلات على ثلاثة مراحل : الأولى بالتنسيق معه من خلال طرح أفكار عليه، وكانت المرحلة الثانية عند جلسات القراءة مع الممثلين، فتمّ التعديل بالتنسيق مع رامي أيضاً، أمّا المرحلة الثالثة فهي عند بدء التصوير التي غاب عنها وهنا انسحب رامي كوسا لأنه شعر ربما أن دوره ككاتب بدأ يضعف”.
وأكمل عبد العزيز ليقول : “كنت أتمنى أن يكمل معنا ولكن الردود التي نشرها على بعض المشاهد هي مشاهد قليلة لا تتجاوز الخمسة مشاهد من أصل 810 مشاهد في العمل".
وعند سؤاله : هل يحق للمخرج أن يحدث تعديلاً على النص في العادة؟ ردّ عبد العزيز : “منذ أول إتصال بيني وبين رامي كوسا، كان يعلم انني ذو خلفية “سينما مؤلف” وفي النهاية سآخذ المشروع كما آراه، ولكن طبعًا هناك حدود معيّنة ولا يجب أن يكون هناك إعتداء على النص، أنا اتبعت الإجراءات المهنية حتى الخط الأخير، ولكن في النهاية عندما نصبح في الميدان مع فريق العمل وهناك مشاهد لا تعبّر ولا تفتح مساحة أمام الممثل أو الحوار إنشائي، فلا بد من تغييره".
وأوضح محمد أيضاً : “تمّ تعديل حوالي 400 مشهد من بينها شخصيّة مريم التي تؤدّيها الممثلة كاريس بشار، شخصيتها تغيّرت بشكل جذري، أنا قدمت اقتراحات للكاتب وبدأ بتغييرها وعندما جلسنا للنقاش تناقشنا وتمّ التغيير".
وتابع المخرج شرحه ليقول : "أيضًا كان هناك تعاون شبه مطلق بيني وبين الممثلين على التعديلات التي طرأت على النص، ومنها ترسيخ وجود دور سارة الّذي تؤدّيه زينة مكي لأن مساحة الدور كانت صغيرة، وكان الكاتب قد كتب وفاة الشخصية قبل الوصول الى نهاية المسلسل".
وختم عبد العزيز كلامه قائلاً : "أنا آسف أن يصل هذا الجانب الذي له علاقة بالكاتب الى هذه المرحلة، “هو حقّه يزعل”، ولكن في النهاية القرار يجب أن يُتخذ فالموضوع ليس شخصيًا معه بل تعاملت مع القضية بحرفية وهناك جهة كبيرة وراء المشروع وكانت بالصورة في كل التفاصيل".
عن مسلسل النار بالنار
مسلسل النار بالنار يحاكي معاناة لاجئين سوريين تضطرهم الظروف للنزوح إلى لبنان، وقصص اجتماعية وعاطفية مليئة بالتشويق والإثارة تنتقل بين الجريمة والحب والصراع على البقاء. كما يتحارب رجلان للفوز بقلب مريم اللاجئة والباحثة عن الأمان، أحدهما تاجر عملة ومرابٍ يبيح لنفسه فعل كل شيء لتحقيق أهدافه، والثاني موسيقي ومدرس بيانو يحمل في قلبه حقداً بسبب خطف السوريين لوالده منذ صغره، ما جعله يحقد على اللاجئين. النار بالنار من بطولة عابد فهد، كاريس بشار، جورج خباز، زينة مكي، طارق تميم، ساشا دحدوح وطوني عيسى، ومن إخراج محمد عبد العزيز.
