خلال لقاء استضافته نقابة الصحفيين المصرية، تحدّث جمال سليمان بشغف عن الدور الذي تلعبه الدراما في إحياء الذاكرة الجماعية ومعالجة الجراح التي خلّفتها الأزمات، مشيراً إلى أهمية توظيف الفن في طرح القضايا الإنسانية والاجتماعية التي تمس الشعوب، وخاصة الشعب السوري.
شاهد اللقاء الكامل:
"الخروج إلى البئر".. دراما من قلب الألم
وكشف سليمان عن مشروعه الجديد الذي يحمل عنوان "الخروج إلى البئر"، وهو عمل درامي مستوحى من أحداث واقعية تتناول الجرائم والانتهاكات التي وقعت في سجن صيدنايا السيئ السمعة في سوريا. وأوضح أن السيناريو استغرق وقتاً طويلاً لإنجازه، حيث تم الانتهاء منه قبل ثلاثة أشهر، على أن يبدأ التصوير خلال الأسابيع المقبلة. وأشار سليمان إلى أن المسلسل يهدف إلى تسليط الضوء على كواليس تلك المرحلة المظلمة، وكيف استُخدم السجن كأداة لترهيب المعارضين والتعامل مع الجماعات المتطرفة داخل أسواره.
جمال سليمان عن أهمية الفن في سرد التاريخ
وأعرب سليمان عن اعتزازه بالأعمال الدرامية التي ساهمت في توثيق معاناة السوريين وفضح مظالمهم، مشيراً إلى أن الدراما السورية كانت دائماً سبّاقة في تناول القضايا التي تشغل المجتمع. واستشهد بأعمال شهيرة مثل "الفصول الأربعة" التي وصفها بأنها ليست مجرد مسلسلات اجتماعية، بل رسائل فنية تحمل أبعاداً عميقة.
وأضاف: "الفن قادر على تطييب الجراح، والدراما لها القدرة على أن تكون شاهداً حيّاً على الألم والفرح في آن واحد". وأكد سليمان أن تقديم قصص تحمل معاناة الإنسان السوري هو مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الفنانين والكتّاب.
من جهة أخرى، تحدث سليمان عن تجربته في مسلسل "العراب"، مشيراً إلى أنه تعرّض لصعوبات كثيرة لعدم عرضه على الرقابة السورية بسبب تصويره في لبنان. وأوضح أن المسلسل كشف تناقضات النظام، مؤكداً أنه "كان يسعى لتقديم رؤية تعكس حقيقة الأوضاع بعيداً عن أي تزييف أو تجميل".
شاهد تقرير سابق: جمال سليمان يدافع عن نجوم سوريا بعد سقوط النظام
وخلال حديثه، عبّر سليمان عن امتنانه لمصر وشعبها الذين فتحوا له أبوابهم، قائلاً: "مصر أصبحت بيتي الثاني، ووجدت فيها ترحيباً كبيراً". كما أشار إلى التحديات التي واجهها في سوريا، ومنها منعه من العودة إلى بلاده بعد مواقفه السياسية وهدم منزله من قبل مؤيدي النظام.
الدراما بوابة المستقبل
اختتم جمال سليمان حديثه بتأكيده على أن الدراما ليست فقط وسيلة للترفيه، بل أداة تغيير وتوعية. وقال: "أؤمن أن الفن يمكنه أن يساهم في بناء المستقبل إذا استُخدم بالشكل الصحيح. الدراما السورية لها مكانتها، وستظل مرآة تعكس أحلام الناس وآلامهم".
جمال سليمان يجسد قصص سجن صيدنايا في عمل درامي: