رسالة طويلة من حسين الجسمي لأخيه الراحل جمال الذي رحل منذ أيام عن عالمنا بعد صراع مع المرض، حيث توفي في أحد مستشفيات أميركا حيث كان يتلقى علاجه.
حسين الجسمي في وداع شقيقه جمال: ألم لا يمحوه الزمن
ولاشك أن رحيل جمال أثرّ على الجسمي الذي كان معتادا على أن يرافقه في معظم رحلاته الخارجية وأن يكون ساندا و داعما له، وعنوّن حسين رسالته فكتب: وداع شقيقي جمال: ألم لا يمحوه الزمن.
وفي تفاصيل الرسالة استذكر حسين الكثير من الأمور التي يقوم فيها مع شقيقه الراحل، مشددا على أن ما يعزيه هو الذكريات التي ستبقى ترافقه كل لحظة في حياته عندما يتذكره.
حسين الجسمي يستذكر أخيه الراحل: كنت دائماً نعم السند ونعم الأخ
وبدأ الجسمي كلامه عبر إكس بالحديث عن صعوبة فراق الشقيق قائلا: " فراق الأخ الشقيق يشبه السهم الذي يخترق القلب ويترك جرحاً عميقاً لا يندمل بسهولة"، مضيفاً: " إنها خسارة تجرد الروح من جزء أساسي من وجودها من أقسى اللحظات هي لحظة وداع شقيقي جمال، الشخص الذي كان روح الحياة وأساسها".
وقال: "حين أتذكرك يا جمال، تعتريني مشاعر مختلطة من الفرح والحزن. كنا نضحك كثيراً، وكانت أيامنا مليئة بالمرح والسعادة، لن أنسى تلك الأمسيات التي قضيناها بلعب الورق، ومزاحنا وضحكاتنا التي كانت تملأ الأجواء. ورحلات الصيد، يا لها من ذكريات جميلة! كنا نصطاد السمك في رحلات الحداق، نستمتع بجمال الطبيعة وسكينة البحر. تلك الأوقات كانت تمنحنا سعادة لا مثيل لها، تبني بيننا روابط لا يمكن أن يفصلها الزمن أو المسافات. كنا نسافر معاً، ونتبادل الأحاديث على الطريق، نتخطى الصعوبات معاً ونتقاسم النجاح. كنت دائماً نعم السند ونعم الأخ، قوتك ومعنوياتك العالية كانت تدفعني دائماً للأمام".
وتابع الجسمي حديثه عن شقيقه الراحل قائلا: "ليس من السهل عليّ أن أكتب عنك بصيغة الماضي، جمال. وجودك كان جزءاً لا يتجزأ مني، والذكريات الجميلة تمنحني بعض العزاء، لن أنسى ذكرياتنا ونحن صغار، وأنت تعلمني الملاكمة على جدار المنزل، ولن أنسى أسرار الطفولة من لعب وإزعاج للجيران، كانت أياماً مليئة بالضحك والمغامرات. لا أزال أراك أمامي: ضحكتك الجميلة والدائمة التي كانت تضيء حياتنا".
وتابع: "كنت محباً للمسابيح، وصوت حركتها بين أصابعك لا يزال عالقاً في ذاكرتي. كم مرة طلبت منك أن تتوقف عن تلمسها لأن الصوت كان يزعجني، فترد مازحاً "خلاص mute"، وتضحك ضحكتك الجميلة التي لا تنسى".
وأضاف: "في غيابك، افتقدك البحر والمسرح والبرزة المعتادة والشباب المحبين والأصدقاء، وبالتأكيد نحن، عائلتك، نفتقدك بكل ما أوتينا من حب وحنين، كنت جميلاً في كل شيء، وكان لاسمك نصيب في روحك وابتسامتك وتعاملك ولطفك، كنت طيب الذكر وسيرتك الطيبة مشهود بها من الجميع".
وعبر الجسمي عن فخره بالراحل قائلا : " جمال الجسمي، كنت جندياً قوياً ومحارباً، نفخر بك ويفخر بك وطنك وأهلك. لقد كنت رمزاً للشجاعة والتضحية، وسوف تظل ذكراك حية بيننا إلى الأبد، رحلت، لكن روحك باقية معنا، تمنحنا السكينة والقوة لنواجه الحياة أنا وإخوانك وأخواتك وأبنائك وأسرتك بدونك".
ودعا حسين من الله أن يتغمد الراحل برحمته: "أدعو الله أن يتغمدك برحمته ويسكنك فسيح جناته"، مضيفا: "ستظل حياً في قلبي وذاكرتي يا شقيقي وصديقي العزيز، وتلك الذكريات ستبقى نافذة أطلّ منها على روحك".
