لليوم الثاني على التوالي، ظهرت السيدة فيروز مجددًا لتقبّل التعازي بوفاة ابنها زياد الرحباني، داخل كنيسة رقاد السيدة – المحيدثة في بكفيا، وسط أجواء يغلب عليها الصمت والرهبة، واكتظاظ لافت من أهل الفن والسياسة والإعلام.
لليوم الثاني على التوالي.. ظهور فيروز لتقبّل التعازي بوفاة زياد الرحباني
برفقة العائلة، جلست فيروز تستقبل المعزّين بملامح حزينة وثابتة، في لحظة استثنائية لا تتكرر، تختصر بعينَي الأم حجم الخسارة، وبصمتها المعهود كل ما تعجز الكلمات عن التعبير عنه. وقد حضر العزاء عدد كبير من الشخصيات الرسمية والفنية، تعبيرًا عن وفائهم لمسيرة زياد وامتنانهم لما قدّمه للبنان من فنّ وذاكرة حيّة.
زياد الرحباني.. بين المسرح والموسيقى
يُعد زياد الرحباني من أبرز الوجوه الفنيّة في تاريخ لبنان المعاصر، وقد بدأ مسيرته في أوائل السبعينيات من خلال المسرحية الأولى "سهرية"، ليتبعها بعدة أعمال نقدية تركت أثرًا واسعًا مثل "فيلم أميركي طويل" و"بما إنّو"، والتي سلّطت الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية عميقة.
تشجيع والده، الموسيقار الراحل عاصي الرحباني، لعب دورًا محوريًا في بلورة شخصيته الفنيّة، إلى جانب تأثير والدته السيدة فيروز. في سن السابعة عشرة، ألّف زياد أولى ألحانه بعنوان "سألوني الناس" لتغنّيها والدته أثناء مرض عاصي. ومن هناك، وُلدت علاقة فنيّة نادرة بين أمّ وابن، قدّمت للبنان روائع مثل "كيفك إنتَ" و"بلا ولا شي".
رئيس الجمهورية جوزيف عون: "الفن عند زياد كان مقاومة، والكلمة موقف"
وفي بيان مؤثّر نُشر عبر منصّة "X"، عبّر رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون عن حزنه العميق برحيل زياد الرحباني، معتبرًا أنّ غيابه يُشكّل خسارة فكرية وثقافية كبرى.
وقال الرئيس عون: "زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان ضميرًا حيًّا، وصوتًا صادقًا يعبّر عن وجع الناس ويتمرّد على الظلم. قدّم من خلال مسرحه وموسيقاه رؤية فنية فريدة مزجت بين الكلاسيك والجاز والموسيقى الشرقية، ووصل بها إلى العالمية."
وفي تحيّة خاصة لفيروز، أضاف: "هو ابن المبدع عاصي الرحباني والسيدة فيروز، سفيرتنا إلى النجوم، التي نوجّه لها أصدق التعازي، وقلوبنا معها في هذا المصاب الجلل. لقد كان زياد لها أكثر من سند."
وختم بالقول:"إن أعمال زياد ستبقى حيّة، تُلهم الأجيال وتُذكّرنا أن الفن يمكن أن يكون مقاومة، وأن الكلمة يمكن أن تكون موقفًا. فليرقد زياد الرحباني بسلام، ولتبقَ موسيقاه نبراسًا للحرية."
باقة ورد باسم فيروز تكريمًا لابنها الراحل زياد الرحباني