خبر حزين سيطر اليوم على صفحات السوشيال ميديا، بعد الإعلان عن وفاة الفنان والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر يناهز 72 عامًا، بعد صراع مع مرض القلب.
مسيرة محمد الفنية امتدت لأكثر من أربعة عقود، كان فيها واحداً من أبرز الأصوات الفنية الفلسطينية في السينما والمسرح، وترك إرثاً كبيراً ارتبط بالقضية الفلسطينية والسينما السياسية والإنسانية.
وداع مؤثر ورسائل حب من العائلة والنجوم
وأعلن أولاد الراحل، صالح وآدم وزياد، عن خبر وفاة والدهم من خلال منشور عبر إنستغرام مع التعليق : "ببالغ الحزن والأسى ننعي إليكم وفاة الوالد الحبيب adammbakri الفنان محمد بكري .. ستقام الجنازة اليوم الساعة التاسعة مساء في قرية البعنة في المقبرة القديمة وستقبل التعازي في مسجد الروضة وفي بيت العائلة من الساعة العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء. له الرحمة ولكم من بعده طول البقاء".
كما أضاف آدم تعليقاً مؤثراً على صورة والده عبر ستوري إنستغرام فكتب : "مع السلامة يابا .. بحبك".
بدورها نعت سينتيا صاموئيل عمّها بمنشورات عديدة, فكتبت عبر ستوري إنستغرام ما معناه : "سيبقى إرثه حيًا من خلال عائلته، والحب الذي منحه، والحياة التي أثر فيها. سيظل دائمًا بيننا. فليرقد بسلام".
ثم أضافت في منشور آخر ما معناه : "لم يكن محمد بكري مجرد حماي، بل كان بمثابة أبٍ ثانٍ لي. كان محبوبًا جدًا، وكريمًا إلى أبعد الحدود، ومُقدَّرًا للغاية. لقد أثر وجوده وحكمته ومحبته فينا جميعًا، وسيبقى إرثه حيًا من خلال عائلته وكل من حظي بمعرفته. سيظل ذكره خالدًا في قلبي".
كما شارك عدد من النجوم بنعي محمد عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب ألكسندر علوم معزياً، ما معناه : "أتقدم بأحر التعازي إلى آدم بكري وعائلة بكري الكريمة لوفاة محمد بكري. أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهمكم الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل. قلوبنا معكم ودعاؤنا لكم".
وكتبت هند صبري : "الفنان الفلسطيني القدير محمّد بكري في ذمّة اللّٰه .. اللّٰه يرحمه و يغفرله و يصبّر ذويه".
بدوره شارك جورج خبار صورته مع الراحل عبر إنستغرام وكتب : "محمد بكري" .. مع إضافة إيموجي القلب.
كذلك شاركت ركين سعد سيلاوي صورتها مع محمد عبر ستوري حسابها الخاص على إنستغرام, وتعود لمهرجان قرطاج عام 2016.
وكتب ريكاردو كرم عبر حسابه على منصة إكس : "محمد بكري لم يكن مجرّد فنان. كان صوتاً. شاهداً. رجلاً اختار أن يحمل الذاكرة على كتفيه، وأن يدفع ثمنها. اختلف معه كثيرون، ووقف إلى جانبه كثيرون، لكن أحداً لا يستطيع إنكار حضوره، ولا أثره، ولا شجاعته في أن يقول ما يؤمن به، حتى عندما كان ذلك مكلفاً".
مسيرة فنية امتدت لأكثر من 4 عقود
ولد بكري عام 1953 في قرية البعنة بالجليل، وبدأ مشواره الفني من خشبة المسرح قبل أن يتجه إلى السينما، حيث شارك في عدد كبير من الأعمال العربية والدولية، وفرض حضوره كممثل قادر على تجسيد الشخصيات المركبة في سياقات سياسية واجتماعية حساسة.
وشهدت ثمانينيات القرن الماضي انطلاقة محمد بكري في السينما الدولية، من خلال مشاركته في أفلام لافتة مثل Hanna K. (1983) للمخرج كوستا جافراس، و Beyond the Walls (1984)، و Esther (1986)، ثم فيلم Death Before Dishonor (1987)، قبل أن يلفت الأنظار مجدداً في الفيلم الرومانسي Rami and Julia (1988) للمخرج الدنماركي إريك كلسون، والذي قدم كمعالجة فلسطينية حديثة لـ "روميو وجولييت".
في مطلع التسعينيات، واصل بكري حضوره في السينما العالمية عبر أفلام مثل Sweet Lies (1989)، وCup Final (1991).
وارتبط اسم بكري لاحقاً بالسينما الفلسطينية الحديثة، حيث شارك في أعمال أصبحت علامات فارقة، من بينها "حكاية الجواهر الثاثة" (1994) للمخرج ميشيل خليفي، كما ظهر في أفلام مثل "حيفا"و "عيد ميلاد ليلى" للمخرج رشيد مشهراوي، و "ياسمين تغني" للمخرجة نجوى نجار، و "واجب" إخراج آن ماري جاسر.
أيضاً شارك في الفيلم الإيطالي Private عام 2004، الحائز على جائزة "أسد المستقبل" في مهرجان فينيسيا، والذي تناول الحياة اليومية لعائلة فلسطينية تحت الاحتلال، واعتُبر من أهم الأفلام السياسية في العقد الأول من الألفية.
إلى جانب التمثيل، خاض بكري تجربة الإخراج الوثائقي عبر أفلام تركت أثراً مهماً، أبرزها 1948 عام (1998)، ثم الفيلم الأشهر في مسيرته جنين جنين Jenin, Jenin" عام 2002، الذي وثق الاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين، وتعرّض بسببه للملاحقة والمنع من العرض داخل إسرائيل.
وكانت آخر أفلام بكري مع المخرجة شيرين دعيبس وهو "اللي باقي منك" والذي وصل للقائمة المختصرة لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.
شاهد تقرير سابق : محمد حديد وعائلته صوت عالمي لفلسطين