"ثورة الفلاحين" واحد من أضخم الانتاجات في تاريخ الدراما اللبنانية خاصة التاريخية، و بعد تأجيله لأكثر من سنتين بدء عرض المسلسل الذي اعتبر العاملين فيه انه سيكون نقطة تحوّل في حياتهم المهنية، وأنه خطوة جادة نحو رفع مستوى الدراما اللبنانية.
ردود الأفعال على المسلسل كانت ايجابية جداً , سواء من الجمهور أو النقاد , فاعتبروا أنه كل عناصر المسلسل كانت ناجحة , من ناحية النص والاخراج واختيار الممثلين الذين يُصنف أغلبهم بممثلي الصف الأول، ويبدو أن العمل سيدفع أغلب الممثلين في "ثورة الفلاحين" إلى مستوى أكثر تطوراً في الدراما.
يتناول "ثورة الفلاحين" مرحلة معينة من التاريخ اللبناني وبالتحديد بين العامين 1858 و1860، ويتحدث عن المعاناة التي عاشها الفلاحين في زمن الاقطاع، من ظلم واضطهاد وقتل وعبودية. اللافت بالعمل أنه تناول أيضاً دور المرأة في الثورة وكذلك تعرضها للعنف الجسدي والجنسي من قبل الطغاة والحكام. ولا يستبعد "ثورة الفلاحين" الظلم الذي يلاحق ابنة "البكاوات" أيضاً، أي أن المرأة بشكل عام تعاني اضطهاداً بغض النظر عن مستواها الاجتماعي.
كما تتبدل شخصية "لميس" (ورد الخال) بين المرأة القوية وأيضاً التي نتعاطف معها لاحقاً، بعد أن تتعرض أيضاً للعنف من قبل عائلتها. ويسلط العمل الضوء على الفلاح الطمّاع الذي يحاول أن يستغل الاقطاعيين للحصول على المال، ولكنه يعيش بعقدة الذنب ويؤدي دوره أليكو داوود.
تشارك ايميه صيّاح في المسلسل في دور "منتورة" التي تنجب طفلة بعد أن حملت من أحد أفراد العائلة الاقطاعية إلا أنه لم يعترف بها، و بتمثل دور امرأة ضعيفة استسلمت لمشاعرها وللظلم الذي طاولها، ويعتبر هذا الدور واحد من أقوى الأدوار التي أدتها ايميه صيّاح خلال مسيرتها في الدراما.
أما "فتون" (سارة أبي كنعان) فترفض الظلم وتحمل الشرارة الأولى للثورة على الطغيان، كما تميز بين الاقطاعي الجيد والظالم، فهي لا تضع الجميع في كفة واحدة، علماً أنها متمردة ولكنها مستعدة لأن تعتذر عن خطأ او أذى ارتكبته بحق أي شخص حتى لو كان ابن العائلة المالكة. فاعتذرت من "سليم" (نيكولا مزهر) لأن الفلاحين وهم جزء منهم كانوا سبب إصابته بالشلل. "ثورة الفلاحين" هو العمل الثاني لسارة الذي تتعاون فيه مع الثنائي فيليب أسمر وكلوديا مارشليان بعد مسلسل "اتهام".
يلعب باسم مغنية دور الشرير الذي يعاني أمراضاً نفسية، وفي المراحل التي يمر بها يظهر سبب الشر الموجود في شخصيته. يشير باسم في أحد الحوارات الصحافية إلى أن "ثورة الفلاحين" سيشكل نقطة تحوّل في حياته المهنية، وعلى الرغم من أنه أدّى أدوار شريرة سابقاً إلا أن دوره في هذا العمل مختلف تماماً. يؤدي "نورس" أو وسام حنا دور الثائر الذي اتى ليوقظ الفلاحين ويوعيهم إلى حقوقهم وبأنهم قادرون على مواجهة الاقطاع، ويلتقي ب"فتون" التي يُغرم بها.
"ثورة الفلاحين" مستوحى من إحدى الثورات في التاريخ اللبناني التي قام بها طانيوس شاهين في العام 1860، ولكنه لم يترجم تلك الثورة ولم يتناول الأشخاص أنفسهم، بل تحدث عن المرحلة التاريخية التي هيأت للثورة في ذلك الزمن. و المسلسل من كتابة كلوديا مارشليان وإخراج فيليب أسمر ، وانتاج Eagle Films التي وضعت كامل ثقتها بالدراما اللبنانية وأنتجت عملاً بهذه الضخامة.
