لا تزال قضية مقتل الطالب السعودي محمد القاسم في بريطانيا تتصدر اهتمام الجمهور وتُثير موجة من التعاطف الكبير، بعد الكشف عن تفاصيل الجريمة التي وقعت خلال وجوده للدراسة، وسط شهادات مؤثرة من أسرته وتفاعل لافت من المشاهير أيضاً.
محكمة كامبريدج كراون في بريطانيا عقدت أولى جلساتها يوم الثلاثاء للنظر في القضية، حيث واجه المتهم التهم الموجهة إليه بجريمة القتل، إلا أنه نفى ارتكابه للجريمة أمام القاضي، ما دفع المحكمة إلى تأجيل إصدار القرار ومواصلة التحقيقات.
الراحل محمد القاسم لم يكن مجرد طالب مبتعث، بل شاب عُرف بأخلاقه العالية، وبتطوعه لخدمة ضيوف الرحمن في الحرم المكي الشريف، حيث انتشرت صوره بزي المتطوعين أثناء موسم الحج، وتداولها الآلاف بحزن وفخر في آنٍ واحد.
وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة نعى القاسم بكلمات مؤثرة عبر منصة إكس، وقال: “شابٌ سعوديٌ شهم، كريم الخلق، مشهودٌ له ببرّ والديه، وتطوعه في خدمة ضيوف الرحمن؛ بالحرم المكي الشريف. خالص التعازي والمواساة لأهله وذويه، رحمه الله وغفر له.” كما كتب مشاري راشد العفاسي: “محمد القاسم حقٌ علينا؛ كمسلم، وحافظ للقرآن، وخادم لضيوف الرحمن، وطالب علم، وابن لوطننا. قُتل غدرًا.”
ولم تقتصر التفاعلات على الرسميين فقط، بل عبّر الكثير من الجمهور عن تأثرهم برسالة خاصة شاركتها شقيقته كتبها محمد لها قبل وفاته، قال فيها: “يا أختي… إنك فخر وسند، والله يا فيني شعور غريب ما أقدر أوصفه لك، لكن قَسَم بالله أني أحبك حب ما تتصورينه…” كلمات بسيطة لكنها مزجت الفقد بالفخر، وأعادت تسليط الضوء على إنسانية محمد، الذي وصفه الناس بأنه “رحل بجسده، لكنه ترك سيرة عطرة”.
وعبّر فايز المالكي عن حزنه أيضاً وأعاد نشر صورة محمد القاسم مرفقة بتعليق "الله يربط على قلوب اهله ويحسن عزاهم #محمد_القاسم اسأل الله له الجنة".
منشورات محمد القاسم، وذكرياته، وحتى صور سجادته التي بقيت كما تركها، تحولت إلى رموز لتخليد ذكراه. ومع تصاعد التحقيقات، يتابع الجمهور العربي والخليجي تفاصيل القضية، بانتظار تحقيق العدالة، واستكمال محاكمة المتهم.