بعد مرور أكثر من 48 ساعة فقط على عرضه السينمائي الأول في صالات العرض الأميركية، أطلقت تايلور سويفت فيديو كليب أغنيتها الجديدة The Fate of Ophelia عبر منصة YouTube، إلى جانب فيديوهات الكلمات (Lyric Videos) لجميع الأغاني الـ11 المتبقية من ألبومها الضخم “The Life of a Showgirl”، الذي يتصدر المبيعات حالياً في الولايات المتحدة.
The Fate of Ophelia : إخراج وإبداع تايلور سويفت في عالم الاستعراض
الفيديو الذي تولت تايلور سويفت إخراجه بنفسها، يقدم رحلة بصرية غنية بالحركة والأزياء والمشاهد المستوحاة من فترات زمنية مختلفة، حيث تظهر سويفت في إطلالات متعددة: من استعراض فتاة استعراض كلاسيكية بشَعر بلاتيني شبيه بمارلين مونرو Marilyn Monroe، إلى راقصة "غو-غو" من ستينيات القرن الماضي، إلى مشهد مستوحى من أفلام السباحة الشهيرة للممثلة إستر ويليامز Esther Williams، وصولاً إلى أداء درامي تجسّد فيه شخصية ممثلة تسير على لوح قراصنة في مسرح قديم.
نجاح ضخم في شباك التذاكر قبل إطلاق الفيديو رقمياً
ورغم عرض الفيلم لمدة ثلاثة أيام فقط ضمن حدث خاص حمل عنوان “Taylor Swift: The Official Release Party of a Showgirl”، إلا أن الإقبال الجماهيري كان استثنائياً، إذ حصدت العروض المحدودة ما يقارب 33 مليون دولار في شباك التذاكر الأميركي خلال عطلة نهاية الأسبوع.
هذا النجاح لم يكن مفاجئاً لعشاق سويفت الذين علموا مسبقاً أن الحدث سيُطرح لاحقاً عبر الإنترنت، لكنهم حرصوا على مشاهدة النسخة السينمائية التي تضمنت مشاهد حصرية من كواليس التصوير ومقدمات صوتية للأغاني.
رحلة فنية عبر العصور: من لوحات القرن الـ19 إلى موسيقى البوب الحديثة
تحدثت تايلور خلال العرض السينمائي عن فكرة الفيديو قائلة: “الفكرة كانت رحلة عبر الزمن لاستكشاف كل الطرق التي يمكن أن تكون بها فتاة استعراض – من لوحات عصر ما قبل الرافائيليين في القرن الـ19 إلى عروض الكاباريه والبورليسك، ثم مسرح برودواي، وعروض فيغاس، وأخيراً نجمة بوب في جولة Eras Tour.”
وأضافت أن الفيديو جمع من جديد جميع الراقصين وفريق العمل الذين شاركوا في Eras Tour، بمن فيهم مصمم الديكور إيثان توبمان Ethan Tobman والمصممة الاستعراضية ماندي مور Mandy Moore.
تفاصيل خفية وإشارات ذكية إلى الفن والتاريخ
رغم غياب النجم ترافيس كيلسي Travis Kelce عن الفيديو، إلا أن كرة قدم ظهرت بشكل رمزي في أحد المشاهد، في إشارة طريفة إلى العلاقة بينهما. أما المشهد الختامي، فيعيد تجسيد غلاف الألبوم الذي تظهر فيه سويفت داخل حوض ماء بكامل أناقتها، مستوحى من لوحة الفنان البريطاني جون إيفرت ميليه John Everett Millais التي رسمها عام 1850، والمستندة إلى شخصية أوفيليا Ophelia من مسرحية هاملت Hamlet لشكسبير William Shakespeare.
وتوضح سويفت: “أوفيليا غرقت لأنها فقدت عقلها بسبب هاملت، ففكرت أن أُعيد صياغة القصة من زاوية مختلفة... ماذا لو أن أحدهم أنقذ قلبي من مصير أوفيليا؟”
بين شكسبير والبوب: تايلور سويفت تعيد كتابة التراجيديا برؤية عصرية
تقول تايلور مازحة: “أعلم أن الأمر يبدو غريباً، لكني أحب شكسبير... تراجيدياته ليست مبالغاً فيها. أحب الشخصيات لدرجة تؤلمني نهاياتهم، لذا أحاول تخيّل نهاية سعيدة لهم.”
وتربط سويفت هذه الفكرة بأغنيتها الشهيرة “Love Story” التي منحت روميو وجولييت نهاية مختلفة عن المأساة الأصلية.
وتتضمن مشاهد الفيديو لقطات مستوحاة من أفلام الأربعينيات الهوليوودية بأسلوب المخرج بَزبي بيركلي Busby Berkeley، حيث ترتدي سويفت وفريقها قبعات سباحة ويحملون أدوات نجاة في مشهد ساخر من مصير أوفيليا المائي.
ومن المفارقات اللطيفة أيضاً ظهور رغيف خبز قامت تايلور بخبزه بنفسها خصيصاً للفيديو، حيث قالت مازحة:“اليوم هو يوم مميز لي كخبازة، لأن رغيفي أصبح نجماً في فيديو كليب!”
السرية أثناء التصوير لضمان المفاجأة
كشفت سويفت أن الأغنية لم تُشغَّل أثناء التصوير لتجنب تسريبها، وهو ما جعل عملية التوجيه أكثر تحدياً. وقالت في الكواليس: “لا أحد يسمع الأغنية سوى إيقاع النقر... لذا عليّ أن أوصل للمؤدين الإحساس المطلوب في كل لحظة.”
نجاح قياسي لألبوم The Life of a Showgirl وتحطيم الأرقام القياسية
قبل طرح الفيديو على الإنترنت، كان الألبوم قد حقق مبيعات 2.7 مليون نسخة في اليوم الأول فقط، بحسب تقرير Luminate، ليصبح ثاني أعلى رقم مبيعات أسبوعي منذ عام 1991 بعد ألبوم “25” للمغنية أديل Adele.
وبحسب المتابعين، فإن تايلور سويفت مرشحة لتجاوز الرقم القياسي التاريخي خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد إطلاق الفيديوهات الجديدة على YouTube التي تساهم في تعزيز الأرقام عبر المشاهدات والبث الرقمي.