الأمير أندرو Prince Andrew يعيش اليوم واحدة من أكثر اللحظات حساسية في حياته، بعد أن أعلن قصر باكنغهام Buckingham Palace رسميًا عن تجريده من جميع ألقابه الملكية، بما في ذلك لقب "صاحب السمو الملكي". واعتبارًا من 30 أكتوبر 2025، سيُعرف باسم أندرو مونتبَتن ويندسور Andrew Mountbatten Windsor، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة في تاريخ العائلة الملكية البريطانية.
خطوة تاريخية تهزّ العائلة الملكية البريطانية

خلفيات القرار وعلاقة الأمير أندرو بقضية إبستين
هذا القرار يأتي بعد تجدد الجدل حول علاقة أندرو برجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين (Jeffrey Epstein)، الذي توفي في السجن عام 2019 أثناء محاكمته بتهم تتعلق بالتآمر والاتجار الجنسي. ومع تصاعد الانتقادات من الرأي العام البريطاني، بدأت القصور الملكية تتخذ إجراءات ملموسة لإبعاد الأمير عن واجهتها الرسمية.
إزالة الاسم من سجلات النبلاء
بحلول صباح 31 أكتوبر، أُزيل اسم أندرو رسميًا من "سجل النبلاء" Roll of the Peerage — وهو سجل رسمي يضم أسماء جميع النبلاء الأحياء في المملكة المتحدة. وتشير هذه الخطوة إلى نهاية مكانته كأحد أفراد الطبقة الأرستقراطية في بريطانيا.

القصر الملكي يوضح: "عملية رسمية لإزالة الألقاب"
وفي البيان الصادر عن قصر باكنغهام، أكّد أن الملك تشارلز الثالث King Charles III "بدأ عملية رسمية لإزالة الألقاب والأنماط والتكريمات" الخاصة بأندرو. وتشمل هذه الألقاب دوق يورك Duke of York، إيرل إنفيرنِس Earl of Inverness، وبارون كيليلياغ Baron Killyleagh، التي منحته إياها والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II يوم زفافه من سارة فيرغوسن Sarah Ferguson عام 1986.
وسيغادر أندرو مقر الرويال لودج Royal Lodge في ويندسور، الذي عاش فيه منذ عام 2003، لينتقل إلى منزل خاص ضمن ممتلكات ساندريغهام Sandringham Estate. وأوضح البيان أن "عقد إيجاره السابق وفّر له الحماية القانونية للبقاء، لكن تم تسليمه إشعارًا رسميًا بتسليم الإقامة والانتقال إلى سكن خاص جديد".
تقرير سابق من ET بالعربي: الأمير هاري يختارأسلوب ديانا للإنتقام
عقد من الانسحابات المتتالية
منذ عام 2019، عندما أجرى أندرو مقابلة مثيرة للجدل مع قناة BBC حول علاقته بإبستين، انسحب تدريجيًا من مهامه الرسمية كعضو عامل في العائلة الملكية. وفي عام 2022، جُرد من ألقابه العسكرية والرعايات الملكية بعد الدعوى التي رفعتها ضده فيرجينيا غيفري Virginia Giuffre، والتي انتهت بتسوية خارج المحكمة. ومنذ ذلك الحين، بقي بعيدًا عن الحياة العامة، مع تزايد الدعوات لمحاسبته.
رمزية القرار وتداعياته
قرار الملك تشارلز لا يحمل بعدًا إداريًا فحسب، بل يرمز إلى إعادة هيكلة صورة العائلة الملكية أمام الرأي العام، خصوصًا في ظل الأزمات المتكررة التي طالت بعض أفرادها. وهو أيضًا رسالة واضحة بأن الملكية البريطانية لم تعد تتسامح مع أي سلوك يُمكن أن يُسيء إلى سمعتها التاريخية.
آخر مرة جُرد فيها عضو من العائلة الملكية من ألقابه رسميًا كانت عام 1917، عندما أُزيلت ألقاب الأمير إرنست أوغسطس Prince Ernest Augustus بموجب قانون Titles Deprivation Act، بعد أن أعلن ولاءه لألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى.
وابتداءً من اليوم، يُعرف أندرو ببساطة باسم أندرو مونتبَتن ويندسور، دون أي لقب ملكي أو صفة رسمية. وبعد حياة قضاها داخل القصور وتحت الأضواء، يبدأ الآن فصلًا جديدًا في الظل، بعيدًا عن المراسم والبروتوكولات الملكية التي كانت تميّزه منذ ولادته في قصر باكنغهام.
