[*تنبيه بكشف أحداث وتفاصيل الفيلم!*]
تبدأ أحداث فيلم El Camino: Breaking Bad من نهاية مسلسل Breaking Bad الذي كانت آخر حلقاته في سبتمبر 2013، وتدور أحداث الفيلم حول شخصية "جيسي بينكمان" أحد أبطال مسلسل Breaking Bad.
وتباينت ردود الفعل حول الفيلم، الذي لم يزخرف الشخصيات بل كانت بسيطة ما جعلها أحد عوامل قوة العمل، وذلك بهدف أن يستمتع المشاهد مع تذكره السلسلة التي يستكمل أحداثها الفيلم.
لم يبذل كاتب العمل فينس جيليجان جهداً كبيراً لكي يذكر المشاهدين قبل البدء بافتتاحية الفيلم. لأنه يبدأ مع النهاية الدرامية للمسلسل.
يسلط العمل الضوء على الطاهي السابق جيسي ويلعب دوره Aaron Paul، الذي يحاول الحصول على المال للهروب النظيف من Albuquerque وهي إحدى مدن نيو مكسيكو بأمريكا، لأنه رجل مطلوب للعدالة. ويشير العمل إلى إهمال السلطات وتعاونهم مع "نيل" الذي يؤدي دوره Scott MacArthur وكايسي الذي يجسد دوره Scott Shepherd، وهم مجموعة من المشغلين الضالعين في عالم الجريمة،وتربطهم علاقة مع تجار المخدرات الذين أبقوا على جيسي سجيناً لعدة أشهر وهم يطاردون الأموال نفسها التي يتتبعها جيسي، وهو ما يعتبر جديداً على السلسلة.
أما اللحظات الأكثر عنفاً فكانت من خلال المواجهة بين جيسي من جهة ونيل وكيسي من جهة اخرى، إلا أن كاتب العمل لم يستطع تقديم أحداثاً لمدة ساعتين بل اعتمد في أغلب الأوقات على الفلاش باك من مسلسل Breaking Bad.
على الرغم من كثرة مشاهد الفلاش باك، إلا أنها تتناسب مع أحداث العمل، وتستعيد اللقطات الماضية العديد من الوجوه المألوفة، حيث يشعر المشاهد بأنه من الجيد أن يراها مجدداً.
كما دخل كاتب العمل بالكثير من التفاصيل التي لا يحتاجها المشاهد على الارجح، من تخرجه من الثانوية أو كيف استخدم خاطفوه الحفارة لتقييده بالسلاسل؟ الا ان جيليجان يهتم دائماً بالتفاصيل ليمنح المشاهد خلفية عن الشخصية التي يتابعها.
ويظهر الفيلم جيسي بين الماضي والحاضر، ويقارن بين طباخ شاب متفائل بالحب إلى رجل متضرر بشكل عام بعدما تم اعتقاله. إذ لعب بول اختلافات عديدة بشخصية جيسيي ما جعل أداءه مذهلاً.
ولا يخفى على أحد اختلاف تسريحة الشعر وقدرة الماكياج في رسم ملامح مرور الزمن على وجه جيسي، اذ كان المخرج دقيقاً جداً في تفاصيل الزمن من خلال تصوير شخصية جيسي، الذي حافظ على أداء رائع في ردات فعله ان كان بتلقي الصدمات أو الغضب واليأس. ويصور العمل حركة تصاعدية وتطوراً لأداء جيسي الذي يتغير بطريقة تعامله وفقاً للظروف.
وعلى الرغم من أداء بول المميز بشخصية "جيسي"، إلا أن البطل الفعلي للعمل هو جيليجان الذي وصفه البعض بالداهية، فهو الكاتب والمخرج في الوقت نفسه الذي يقدم El Camino كأول فيلم روائي طويل له في مجال الاخراج، إذ اختار حيلاً خيالية، بعيداً عن الخيارات التقليدية، إن كان بمحادثة هاتفية مدمرة، أو التقاط صورة ظل لجسم جيسي أو لقطة واسعة لشخصين بلحظة حميمية، هذه الخيارات توثق الحالة الذهنية لجيسي غير المستقرة.
كما يعود إلى El Camino من عالم سلسلة Breaking Bad روبرت فوستر ،الذي يقوم بمساعدة الهاربين من القانون ويمنحهم هويات جديدة مقابل رسوم باهظة، "ال كامينو" هو آخر فيلم لفوستر إذ توفي في 11 أكتوبر في اليوم نفسه الذي انطلق فيه عرض الفيلم على منصة نتفليكس. عودته في الفيلم كان مرحب بها الا انها افتقرت لعنصر المفاجأة.
الفيلم الذي حقق نسبة 94 بالمئة على موقع Rotten Tomatoes الذي يرصد أصداء العمل، افتقر إلى العنصر النسائي، علماً ان المرأة موجودة ولكنها ليست محور العمل ولم تُسند إليها ادوار رئيسية، اذ ان العمل بأكمله يركز على جيسي الذي يواجه رجالاً.
واعتبر البعض أن الفيلم سجل تراجعاً لأنه تعمق بأساطير Breaking Bad ، اذ انه يتناول قصة صغيرة عن شخصيات هذا العمل التي تحتاج إلى أسلوب سردي أكثر اقناعاً وابتكاراً.
ولكن لم ينكر أحد أن جيليجان استطاع أن يوجه رسالة عالمية من خلال شخصية جيسي الذي ذهب في الطريق الخطأ، مع أمل من أن يغير شخص من الماضي مستقبله.