رغم الملل الذي عبر عنه قسم كبير من الجمهور بسبب التكرار الذي يحصل في أعمال دراما البيئة الشامية، وخاصةً الموجة التي لحقت بمسلسل "باب الحارة" الذي أنتج منه أكثر من جزء وحقق نجاح كبير في الوطن العربي، إلا أن "سوق الحرير" للأخوين الملا إستطاع جذب المشاهدين من جديد وتحقيق نسب مشاهدة عالية.
حملت الحلقات الـ 12 التي عرضت من "سوق الحرير" أراء يمكننا أن نقول عنها إجماع حول أبطال العمل، أداء رائع لـ سلوم حداد بطريقة تمثيله لشخصية "غريب" والتعامل مع المواقف أثبتت مرة جديدة أنه رقم صعب في الدراما العربية، كاريس بشار أتقنت شخصية "قمر" لدرجة تجعل كل من يشاهدها إما أن يتعاطف معها أو يكرهها .
أبرز الأمور التي تجعل "سوق الحرير" مختلفاً هو خروجه من دائرة الإنتداب الفرنسي لـ سوريا أو الحقبة العثمانية، ومقاومة الشعب لهم، حيث كانت من الركائز التي تكون في أي من أعمال البيئة الشامية، فـ نشاهد في المسلسل الشام حرة من أي مستعمر وتشهد تطوراً كبيراً في كافة المجالات، حيث يحاكي فترة الخمسينيات من القرن الماضي.
للمرأة ووجودها دور مختلف عن كافة الأعمال المشابهة في السابق، فلم تعد تلك التي تنتظر العريس كي تتزوج وتنجب وتهتم بأولادها ولا تختلط مع الرجال ولا تخرج إلا مع زوجها أو أخيها وهي مغطاة الوجه، نشاهد في "سوق الحرير" المرأة المتعلمة التي تعمل كـ طبيبة، أستاذة، تخرج للتسوق وحدها تناقش الرجل دون أي خوف، وتطالب بحقوقها بكل رقي، تخرج إلى السينما أيضاً لمشاهدة الأفلام، والمفاجأة هي إظهار الرجل الذي لا يقبل أن يضرب إمرأة بل يعاقبها عن بعيد، كما فعل بسام كوسا "عمران" بزوجته "قمر" التي تلعب دورها كاريس بشار حيث قال: "أنا لا أضرب إمرأة".
الإهتمام بالتفاصيل في العمل من أكثر الأشياء التي شدت المشاهد، كـ مشهد الولادة في الحلقة الأولى وقطع "حبل السرة"، حتى الأطفال حديثي الولادة يجعلوك تشعر وأنهم فعلاً ولدوا خلال تصوير المشهد، الشام في الخمسينات الشوارع "الترام" السيارات طريقة اللبس كل شيء مختلف، إستقبال العيد، سوق الحرير، طريقة التعامل بين الناس، حتى زيارة المقابر والبوسطة التي تنقل الناس من الضيعة إلى الشام، تظهر مدى إهتمام منتجي العمل على الخروج بمادة تستحق المشاهدة.