لا تزال الانتقادات تطال المسلسلات الرمضانية منذ انطلاقتها في الأول من رمضان، وهذه المرة جاء دور المسلسل الكويتي "محمد علي ورد" الذي يطرح مجموعة من المواضيع في أربعينات القرن الماضي وقصص التجار الكويتيين الذين جمعهم البحر في قالب تشويقي يسلط الضوء على قيم الأمانة والوفاء. وتدور أحداثه بين شواطئ الكويت وطريق محمد علي في وسط مدينة مومباي الهندية.
وقد أثارت حلقة أمس استياء البعض بعد عرض مشهد تؤديه هيفاء عادل، وهو دور سيدة من جزيرة فيلكا تترك ابنها وتتوجه إلى منطقة أخرى في الكويت للعمل كخادمة لدى إحدى العائلات الكويتية الثرية. وقد تسبب دور الخادمة بحالة من الغضب الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي وسط مطالبات بإيقاف العمل والاعتذار من أهالي جزيرة فيلكا عن الإساءة التي تسبب بها العمل.
وتصدر هاشتاغ #محشومين_أهل_فيلكا الترند على تويتر، واعتبر البعض أن "المسلسل يشوه تاريخ أهل فيلكا ويصور نساءهم بأنهم كانوا خدماً في الماضي وهو ما لا نرضى به من تزييف ونسف لتاريخ الجزيرة"
الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل استنكر عدد من النواب الكويتيين لما اعتبروه إساءة إلى أهالي جزيرة فيلكا في المسلسل، محملين وزارة الإعلام مسؤولية السماح لعرضه و طالبو بالاعتذار عما ورد به من إساءة لأبناء جزيرة فيلكا من تزييف للحقائق حسب قولهم. مما دفع بوزير الإعلام بتشكيل لجنة تحقيق بشأن المساس بأحد مكونات المجتمع الكويتي في أحد المسلسلات الرمضانية.
المحامي عبد الله السند الذي كان أول من أشار إلى الموضوع، غرّد: "لن نقبل بالتمثيل بهذه الطريقة لا يجوز تغيير التاريخ، هذه مهزلة تاريخية وفكرية".
وفي تغريدة أخرى ورداً على تشكيل لجنة تحقيق من قبل وزير الإعلام كتب: "إلى كل النواب المستأنسين بتشكيل لجنة... والله لن يسامحكم أهل الكويت كافة وفيلكا خاصة"، وطالبت التعليقات بإيقاف المسلسل والاعتذار عن الإساءة.
منتج العمل عبد الله بو شهري رد على الإتهامات في بيان قال فيه: "أنا سعيد بالمتابعة المرتفعة للعمل، والإتصالات العديدة التي تلقيناها، وما أسعدني أكثر أننا حققنا معادلة صعبة لجذب جميع أفراد العائلة لمتابعة المسلسل، كما أننا نرحب ونتقبل كل الآراء ووجهات النظر التي من شأنها تطوير الإنتاج الكويتي، فنحن نتطور بالحوار البناء".
وتابع بو شهري: "أود التوضيح إن شخصية "سلطانة" التي تلعبها هيفاء عادل في المسلسل ليست من فيلكا، وإنما من مدينة الكويت، وذهبت للعيش في جزيرة فيلكا ثم عادت لمدينة الكويت بحثاً عن ذكريات قديمة، وهذا ما سنعرفه في سياق أحداث العمل التي لا نود أن نكشفها"، وشدد على عدم الإستعجال في الحكم على الأمور، لأن الحلقات القادمة ستكشف لكم أسرار الحكاية".
ولفت بو شهري في بيانه إلى ان الشغل ليس بالأمر المعيب طالما كان وسيلة للمكسب الشريف للرزق... بالإضافة إلى أننا أمام شخصيات درامية افتراضية وليست شخصيات توثيقية"، وعبّر عن احترامه لوعي وذوق المشاهد والمجتمع الكويتي والخليجي بكل أطيافه.