جدل كبير أحدثه مقتل الطفة التركية نارين غوران Narin Güran ابنة الـ 8 سنوات، حيث هزت جريمتها الرأي العام التركي.
وفي التفاصيل،تم العثور على جثة نارين بعد اختفائها لمدة 19 يوماً في منطقة ديار بكر، وقد أثار هذا الاكتشاف صدمة وحزنًا عارمين في البلاد، حيث عثر على جسدها في كيس غارق في أحد الأنهار.
و بينما كان التحقيق في ما حدث لنارين مستمرا ، بدأت تصريحات المعترف والعم المشتبه به سايت جي إرمران تتسرب إلى الصحافة كجزء من التحقيق، قام الجمهور بتشبيه ما حصل مع نارين بحادثة حصلت في مسلسل القضاء Yargi الذي لعبت بطواته كل من بينار دينيز "جيلين" و كان أورجنجي أوغلو Kaan Urgancıoğlu " إيلغاز".
حادثة مسلسل القضاء تتصدّر الترند
وتصدر المسلسل قائمة الترند، نظراً لتشابه أحداث القضية مع أحداث المسلسل، حيث إن في مسلسل القضاء الى جانب قضية الحب التي تجمع البطلين فإن الجريمة المثيرة التي يحقق فيها الثنائي هي جريمة قتل لفتاة مجهولة عثر على جثتها في واحدة من حاويات القمامة ويتمكنوا من الوصول إلى هوية الضحية وهي فتاة تدعى (زينب) وتعمل في ملهى ليلي و يشتبه الثنائي في أن ضابط شرطة فاسد وصاحب نفوذ يدعى إسماعيل كوركماز هو المتورط في الجريمة، خصوصا بعد العثور على بطا4قته البنكية بجوار جثة الضحية.
وقد أطلق عدد كبير من المشاهير حملة واسعة تحت عنوان "البحث عن نارين"، تعبيراً عن تضامنهم مع عائلة الطفلة المفقودة قبل أن يتم إيجاد جثتها ودفنها بالأمس.
و تعتقد نقابة المحامين في ديار بكر أن هذا التسريب قد أضر بأمن التحقيق وقد يمنع الكشف عن جريمة القتل الحاصلة.
وبحسب تحليلات بعض التقارير التركية فإن نارين شاهدت عمها مع أمها عند عودتها إلى المنزل، ما دفع بعمها إلى إرتكاب الجريمة ووالدتها تغاضت عنها .
التقرير الطبي: نارين غوران تعرضت لإصابات خطيرة
وبحسب ما زعم في الصحافة التركية فإن الذي ألقى نارين في النهر اعترف بفعلته مقابل 200 بن ليرة تركية من عمها وكشف التقرير الطبي أنها تعرضت لإصابات خطيرة منها كسر في الساق اليسرى و اصابة على الرقبة ، ايضاً كان هناك كدمة تحت عينها و آثار أظافر على ظهرها.
وقال رئيس نقابة المحامين ناهيت إرين Nahit Eren بما معناه: "إنه أمر لا يصدق.. أولئك الذين يتخذون قرارا بشأن السرية لا يحترمون السرية"، موضحا أنه سيكون من السابق لأوانه تحديد من هو القاتل في هذه المرحلة ".
وأضاف: "سيتم الكشف عن جريمة القتل عند اكتمال تقرير الطب الشرعي، ونعتقد أنها جريمة قتل منظمة وإخفاء الجسد معيار مهم".
القصة الحقيقية لـ جريمة مسلسل القضاء
بدأت الحكاية في عام 2009 عندما أبلغت أم وتدعى "ديلبار" الشرطة عن اختفاء ابنها "محمد " البالغ من العمر 6 سنوات، وقامت الأم باللجوء إلى المذيعه "موجي انيل" من أجل الظهور في برنامجها ومساعدتها في العثور على ابنها.
الأم استمرت في الظهور ضمن البرنامج لأكثر من أربعين يوماً، وكانت تبكي على الشاشة وتقول أن هناك رجلًا طويلا قام بخطف ابنها، ولكن مع استمرار ظهورها في البرنامج وحديثها المستمر أصبحت موضع شك بسبب تناقض كلامها وإنكارها معرفة أشخاص كثيرين كانت على معرفة بهم.
وبحسب إفادة سكان الحي كانت الإم ديلبار لها علاقات بأكثر من رجل، ولم تكن تهتم بابنها حيث كان الطفل محمد جائعا طوال الوقت وكان يقوم بجمع الخبز والأكل من القمامة.. وكان يحاول العثور على الطعام من مداهمة الأعراس ومنازل الجيران.
وأكثر ما لفت نظر الشعب التركي في وقتها، أن الطفل محمد لم تكن له صورة عند عائلته إلا صورة وحيدة فقط عندما كان رضيعًا مع والدته مما صعّب عملية البحث عنه، وعندما طلبت الشرطة من الأم والأب وصف شكل ابنهما من أجل رسمه للمساعدة في العثور عليه قام كلًا منهما بوصفه بشكل مختلف.
بعد مضي أكثر من أربعين يومًا تم العثور على جثة "محمد" في حقل قريب من منزل العائلة، في بداية الأمر لم يستطيعوا التأكد من أنها جثته بسبب انهم لم يعثروا إلا على عظامه فقط لأنه تُرك في العراء وتعرض جسده الصغير للنهش من الحشرات والطيور".
ولكن تم التعرف عليه بسبب ملابسه وأحذيته، ويقال أنه لم يمت في حينها بل كان على قيد الحياة عندما رُمي في الحقل، تم إلقاء القبض على العائلة مرة أخرى وبعد التحقيقات توصلت الشرطة إلى أن الطفل محمد قُتل على يد والدته وعشيقها.
فالأم "ديلبار" كانت على علاقة بشخص اسمه "كمال " مقابل المال، وكانت تقبله في منزل جارتها "فاديما" التي كانت تترك لهم المنزل لـ يتقابلوا فيه.
الطفل " محمد" و لسوء حظه دخل المنزل وشاهد والدته مع عشيقها وبسبب توترهم وخوف "ديلبار" من الفضيحة قام عشيقها "كمال" بضرب الطفل تحت أنظار والدته حتى سقط على رأسه ومات، وفي رواية أخرى تقول أن الطفل تعرض للضرب من والدته ايضا.
بعد ذلك قام "كمال " بلف جثة الطفل ببطانية وطلبوا المساعدة من جارتهم " فاديما" التي أخذت جثة الطفل هي وزوجها "سنان" وابنتها "قدر" وابنها "قدير" وقاموا برمي الجثة في حقل قريب من المنزل.
جميع الجناة كانوا يظهرون مع الأم في البرنامج من أجل المساعدة في العثور على الطفل، وكانوا يدلون بتصريحات تؤكد أن الطفل على قيد الحياة وأنهم رأوه في سيارة متجهة الى قرية أخرى كل هذا من أجل إبعاد الشبهة عنهم وتشويه الأحداث لارباك التحقيقات.
وبعد عامين تقريبا من المحاكمة تم الحكم على "كمال وديلبار وفاديما وسنان"، بالسجن المؤبد بتهمة القتل العمد، أما "قدير وقدر" تم الحكم عليهم بالسجن مدة 20 سنة، لأن أعمارهم لم تتعدى الـ 18.
وبعد انقضاء أربع سنوات تقريباً في السجن تم الإعتراض مجددًا على الحكم بحجة أنه لم يكن بالإمكان تحديد السبب الدقيق للوفاة وأبطلت محكمة الاستئناف بالإجماع أحكام السجن التي أصدرتها المحكمة المحلية بحق المتهمين.
أعادت المحكمة العليا الاستماع إلى القضية مرة أخرى وتم اتخاذ القرار في الجلسة الثالثة حيث تم تأكيد حكم السجن المؤبد بحق المتهم "كمال" بتهمة القتل العمد.
وهذه المره تم الحكم على الأم ديلبار و جارتها فاديما بالسجن خمس سنوات بتهمة إخفاء أدلة جنائية، أما الأبناء قدير و قدر تم الحكم عليهم بالسجن لمدة عامين، والزوج فاديما "سنان" قد انتحر بالسجن.
وبعد قرار المحكمة، تم إطلاق سراح الأم ديلبار وفاديما وابنتها قدر وابنها قدير، مع الأخذ في الاعتبار المدة التي قضوها في السجن.
وبعد إطلاق سراح "ديلبار" طلبت الحماية والبقاء في ملجأ للنساء بسبب ردود الفعل الغاضبة من الشعب، ولكن بعد فترة قصيرة عادت "ديلبار" وظهرت على الشاشة مرة أخرى، وأكدت أنها بالرغم من كذبها في بعض الأمور إلا أنها حتى الآن لا تعرف ماذا حدث لابنها ولم تسمع صراخه ابدا عندما كان يتعرض للضرب ولا تعرف من هو القاتل ولا تعرف من الذي رماه في الحقل وأنها أتت للبرنامج مره أخرى من أجل العثور على القتلة.
وأنكرت الإدعاءات التي تشير أن لها علاقة بمقتل ابنها بقولها "هل يتحمل ضميري هذا ؟ مادام هذا ماحدث لماذا لازلت ابحث عن القاتل؟".
وعندما سألتها المذيعة عن ضميرها إذا كان مرتاح، أجابت: نعم ضميري مرتاح جدا واشعر بالسلام لانني لا اعتقد بأنني سببًا في مقتل ابني.