في 31 أكتوبر 2018 ودّع الإعلام العربي حمدي قنديل عن عمر يناهز 82 عاماً، لكن قبل أن يرحل وثق قصة حياته في كتاب "عشت مرتين"، الذي تناول فيه كل المحطات المهنية والشخصيات التي تعرّف وعمل معها طوال حياته، كما تطرق إلى حياته الشخصية وزواجه من نجلاء فتحي.
ولد حمدي قنديل في العام 1936، درس الطب إلا أن الصحافة كانت شغفه وهي المهنة التي أحب فالتحق بها، واجه صعوبات كثيرة، لكنه لا ينكر أنه كان محظوظاً لأنه ابتعد عن الاعلام في الفترة الأخيرة بسبب تردي مستواه من حيث اللغة والمضمون، وأكد في حوار له في برنامج "قصر الكلام" أن "لكل زمان كلامه وأسلوبه الاعلامي".
أنجز كتابه "عشت مرتين" بعد سنة ونصف من التفرغ الكامل لهذه المهمة، علماً أنه لم يفكر يوماً بأن يكتب مذكراته، واعتبر في مقدمة كتابه أن "الذكريات لا تعني شيئاً إلا لو شاركني فيها الآخرون"، وبالتالي الذكريات والأحداث هي التي كانت تفرض عليه أن يلتقط قلمه ويدونها، وفق ما صرح به في حوار أجراه معه محمد سعد في العام 2014 أي بعد صدور كتابه مباشرةً.
بدأ قنديل حياته المهنية في الخمسينات , فكتب في مجلة "آخر ساعة"، ثم انتقل إلى التلفزيون العربي في يوليو 1960 كما ذكر في كتابه. و أطل على الشاشة بعدما طلب منه رئيس التحرير وقتها بهي الدين نصر أن يذيع لأول مرة نشرة الأخبار الرئيسية , و حاول قنديل التهرب من تقديم النشرة ولكن بهي الدين أبلغه أن هذه أوامر وزير الاعلام ورئيس التلفزيون عبد القادر حاتم.
من أهم محطات حياته هي عمله عمله مع تلفزيون دبي عندما قدم برنامجه الشهير "قلم رصاص"، و تكلم فيه عن كل ما يشغل الرأي العام العربي، و في احدى الحلقات بكى خلال فقرة "أقوال مأثورة" في العام 2008، وهو يقرأ قول للكاتب فاروق جويدة.
خلال مسيرته المهنية تم توقيف برامجه أكثر من مرة، من "أقوال الصحف" إلى "رئيس التحرير" واخيراً "قلم رصاص".
شغل قنديل مناصب عدة , فتم تعيينه رئيساً لاتحاد إذاعات الدول العربية، كما عُين مديراً للإعلام في منظمة اليونسكو. و في مايو عام 2013 فاز قنديل بجائزة "شخصية العام الإعلامية" التي تمنحها جائزة الصحافة العربية.
رأى في نجلاء فتحي المرأة الذكية الخارقة للعادة التي تتحلى بشخصية قوية، فسحرته بذكائها وهو أسر قلبها فطلبت منه الزواج. يذكر في كتابه "عشت مرتين" أنه التقى بنجلاء خلال مقابلة أجراها معها، ويقول:
"فاجأني حقًا هو أنها لا تملك الصورة النمطية للنجمة السينمائية التي كانت في ذهني، و ذهبت وأنا على يقين أنها ليست شاطرة فقط ولكنها ذكية ومرحة وذات شخصية قوية، وأنها ستضفي على حياتي بهجة لم أعرفها". "كانت المرأة التي تطلعت للارتباط بها، وتوطدت علاقتنا بعد ما ذهبنا إلى الاسكندرية في رحلة، وعاد كل منا يحمل الحب في قلبه للآخر، ولكن أحد منا لم يفصح عن مشاعره".
ويروي أن نجلاء اتصلت به تقول له سأتزوجك اليوم عند الخامسة، فرد قائلاً: "عظيم عظيم". وبالفعل تزوج الثنائي وبقيا معاً حتى وفاته في 31 أكتوبر 2018.
