ودّع الوسط الإعلامي اللبناني والعربي اليوم الإثنين أحد أبرز وجوهه، وهو الإعلامي والأستاذ الجامعي بسام براك، الذي توفي عن عمر ناهز 53 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا في عالم اللغة والإلقاء والإعلام.
خسارة كبيرة لعالم اللغة والإعلام
براك، الذي عُرف بصوته الرصين وأسلوبه المميز في الأداء الإخباري، بدأ مسيرته عام 1991 عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC وإذاعة صوت لبنان، حيث لمع اسمه في تقديم نشرات الأخبار والبرامج الثقافية والسياسية.
وامتدّ حضوره الإعلامي ليتحوّل إلى رمز من رموز اللغة العربية الفصحى، إذ اشتهر ببرامجه التدريبية في فنّ الإلقاء والأداء، ومنها “مذيع العرب”، كما درّب مئات المذيعين والصحافيين في لبنان والعالم العربي.
مع إعلان نبأ وفاته، عمّ الحزن أوساط الإعلاميين والمثقفين. فكتبت ريما نجيم عبر منصة “إكس”: “بمن سنستعين حين تعجزنا اللغة؟ يا سيد التنوين والقواعد… ستفتقدك الشاشات والمَنابر واللغة نفسها ستشعر باليُتم.”
أما يزبك وهبي فنشر صورة جمعته بالراحل وكتب: “وداعاً صديقي وزميلي الغالي… وداعاً أيها العلّامة في اللغة العربية وآدابها. أمثالك نادرون، واسمك سيظل مرصعاً بأحرف ذهبية من لغة الضاد التي عشقتها.”
لمحة عن حياة بسام براك
عُرف براك ببرامجه التلفزيونية والإذاعية مثل "خبرة عمر" و "التباري في الإملاء"، التي جمعت بين الثقافة والمتعة، وعكست شغفه باللغة العربية وإيمانه بقدرتها على التجدد والحضور.
كما شغل منصب أستاذ جامعي في كلية الإعلام بالجامعة الأنطونية، حيث علّم أجيالًا من الطلاب أصول النطق والإلقاء. وفي عام 2018، أصدر كتابه الأدبي "توالي الحبر" عن دار الإبداع – الحرف الذهبي، مؤكّدًا أن الكلمة ستبقى امتداده الأبدي في الحياة.
وكان بسام متزوجًا من السيدة دينيز، وله ثلاثة أبناء: غدي، ورنيم، ونينار. وقد عبّر عن مشاعره الأبوية عند ولادة ابنته الأخيرة من خلال منشور مؤثر كتب فيه: “اكتمل ثالوث أولادي.. فيا إلهي، لأجلهم خفّف من حُبّ قلبي.. وإن شئتَ زِد من نبض قلبي لأستلحقَ ثالوثَ قلوب تكرج أمامي كالندى من ورق الشجر..”
شاهد فيديو سابق : زياد برجي يتلقى العزء بوفاة شقيقه محمد
