بدأ نعش الملكة إليزابيث الثانية رحلته إلى العاصمة البريطانية لندن يوم الأحد قبل جنازتها الرسمية يوم 19 سبتمبر، وفي أول محطة نقل نعش الملكة من قلعة بالمورال في اسكتلندا إلى العاصمة الاسكتلندية إدنبره وقد اصطف الآلاف من الأشخاص على طول الطريق.
ووصل النعش إلى قصر هوليرود هاوس المقر الرسمي للعائلة المالكة في العاصمة الاسكتلندية، وسترقد الملكة في غرفة العرش حتى يوم الثلاثاء، قبل نقلها إلى لندن.
ودع الملك تشارلز الثالث والدته الملكة إليزابيث الثانية التي رحلت يوم الخميس عن عمر 96 عامًا، بكلمات مؤثرة وألقى أول خطاب له أمام مجلسي البرلمان أمام 900 نائب في قاعة وستمنستر، بصفته ملك بريطانيا الجديد، ووعد الملك تشارلز باتباع "الواجب الإيثاري للملكة الراحلة".
تابع الملك تشارلز في خطابه "تعهدت جلالة الملكة الراحلة وهي في سن صغير بخدمة بلدها وشعبها والحفاظ على المبادئ الثمينة للحكومة الدستورية التي هي في صميم أمتنا التفاني". وأضاف "لقد أوفت بهذا العهد بتفانٍ غير مسبوق وأعطت مثالاً للواجب غير الأناني الذي بعون الله ومشوراتكم أصر على أن أتبعه بإخلاص".
قال الملك تشارلز متحدثًا من الغرفة التي سيكون فيها جسد والدته الملكة إليزابيث في الولاية في وقت لاحق من هذا الأسبوع "البرلمان هو الأداة الحية والمتنفس لديمقراطيتنا"، وكانت هناك تعابير ولاء من البرلمان للملك وتعهد متبادل من قبله بالالتزام بحدود دوره الدستوري الذي ينص على بقائه فوق السياسة.
أشاد الملك تشارلز بالملكة وفي الخطاب نقل عن وليام شكسبير تكريمًا لوالدته الراحلة قائلاً: "كما قال شكسبير عن الملكة إليزابيث السابقة، كانت نمط حياة كل الأمراء". وأشار إلى ثباتها الذي يرمز إليه بنافذة من الزجاج الملون تم تركيبها للاحتفال بيوبيلها الماسي في عام 2012.
وتحدث الملك تشارلز عن الملكة بعد أن أعرب رئيس مجلس اللوردات ورئيس مجلس العموم عن تعازيهما لجلالته في حفل أقيم في قاعة وستمنستر، وقال: "لا يسعني إلا أن أشعر بثقل التاريخ الذي يحيط بنا والذي يذكرنا بالتقاليد البرلمانية الحيوية التي يكرس أعضاء المجلسين أنفسهم لها مع مثل هذا الالتزام الشخصي من أجل خيرنا جميعًا". وانتهى الحفل بوقوف كل من تشارلز والملكة كونسورت مع عزف النشيد الوطني.
عقب الإعلان، عن تنصيب تشارلز ملكًا لبريطانيا، أشاد الملك بحكم والدته "الذي لا نظير له"، مضيفا أن وفاتها "خسارة لا تعوّض". وفي نعي عاطفي قال: "لعل الملائكة ترنم لها، وترشدها إلى الراحة".
وفيما يخص مراسم جنازة الملكة عبر الملك عن أمله في أنه رغم الشعور بالحزن عبر الأمة وشعوب الكومنولث إلا أن الناس "سيتذكرون ويستمدون القوة من تاريخها".
وقال "ولأمي الحبيبة، كما بدأتي رحلتك الأخيرة، العظيمة، لتنضمي إلى أبي الراحل، أحب أن أقول ببساطة، شكرا لك على كل الحب والإخلاص، لأسرتنا، وعائلة شعوبنا، الذين خدمتيهم بوفاء كل هذه السنوات".