مع انطلاق الموسم الرابع من مسلسل The Crown، تصدر اسم مارغريت تاتشر أول رئيسة وزراء في بريطانيا الذي تؤدي جيليان أندرسون دورها محرك البحث على غوغل.
مارغريت تاتشر التي لطالما لُقبت بـ"المرأة الحديدية"، لم تذرف الدموع إلا مرة أو مرتين خلال 11 عاماً من قيادتها للمملكة المتحدة، إلا أن The Crown أظهر مارغريت امرأة تغلب عليها العاطفة، إذ ذرفت الكثير من الدموع خلال الموسم الرابع.
خلال مرحلة ولايتها كانت تاتشر شخصاً مثالياً بالنسبة للمحافظين بسبب الإصلاحات الاقتصادية التي عززت اقتصاد المملكة المتحدة، بينما لم يؤيدها الليبراليون. كما أنها ألغت الكثير من البرامج الاجتماعية التي تساعد الفقراء، بل يلقي العديد من الليبراليين اللوم عليها بسبب الأزمات السكنية والاقتصادية التي لحقت بالمملكة خلال ولايتها، بالإضافة إلى ازدياد حدة الفقر، وبالتالي يأتي ذرف الدموع في إطار تلطيف شخصية "المرأة الحديدية".
ويحاول الموسم الرابع من The Crown إبراز دورين لسيدتين مختلفتين وهما مارغريت تاتشر والليدي ديانا، مارغريت وديانا اللتان سيطرتا على عناوين الصحف في إنكلترا في ثمانينات القرن الماضي.
كما أن العمل ينقل عن تاتشر أنها أخبرت الملكة إليزابيث بأنها لن تعين أي امرأة في حكومتها، كما تخبر ابنتها لاحقاً بأنها تفضل ابنها عنها، لأن ابنتها كغالبية النساء ضعيفة. وذلك يبدو واضحاً بأن من خلال مسيرة استمرت 11 عاماً عيّنت فيها مارغريت تاتشر امرأة واحدة خلال ولايتها، وهي مثال لأي امرأة وصلت إلى أعلى المراتب وتحاول سحب السلم من أمام أي امرأة طامحة أخرى.
العمل يحاول أن يخفف من حدة هذه الخطوات التي اتخذتها مارغريت، إذ يشير إلى أن تاتشر عانت من النظام الذكوري نفسها.
مارغريت التي تم تصويرها في البداية بأنها شخصية مستضعفة، تثبت الحقائق على مر التاريخ بأنها لم تكن يوماً شخصية مستضعفة بل كانت متعجرفة وعنيدة، وهكذا اتسمت سياساتها.
على الرغم من محاولة إضفاء سمة الإنسانية على شخصية تاتشر في The Crown، إلا أفعال كثيرة تُبعد عنها هذه الصفة، مثلاً عندما انُتخبت عضو في البرلمان، كان أوائل القوانين التي صوتت عليها هو إعادة ضرب الأطفال في المدارس. كما أنها كانت ضد فرض عقوبات على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وهو ما ظهر في الحلقة الثامنة من المسلسل، كما بدأت عملية السلام في ايرلندا الشمالية فعلياً بعدما تركت منصبها.