ينهي الملك تشارلز الثالث أول زيارة إلى أستراليا يقوم بها العاهل البريطاني الحاكم منذ 13 عاما اليوم، حيث يأمل المناهضون للملكية أن يكون النقاش الدائر حول رحلته خطوة نحو أن يصبح المواطن الأسترالي رئيسا للدولة.
و شاهد كل من تشارلز وزوجته الملكة كاميلا راقصين يؤدون عروضهم في مركز مجتمعي للسكان الأصليين في سيدني، حيث استخدم الزوجان الملقط لطهي النقانق في غداء شواء مجتمعي في ضاحية باراماتا المركزية وصافحا لاحقا أيدي المهنئين للمرة الأخيرة خلال زيارتهما خارج دار أوبرا سيدني.
وكانت مشاركتهما النهائية هي فحص سفن البحرية في ميناء سيدني في حدث يعرف باسم مراجعة الأسطول. و تم تقليص رحلة تشارلز إلى أستراليا لأنه يخضع لعلاج السرطان، حيث وصل إلى ساموا يوم الأربعاء.
احتجاجات ضد الملك تشارلز في سيدني
في المقابل، واجه تشارلز احتجاجات من مجموعات السكان الأصليين خلال زيارته ، بينما دعا آخرون إلى إسقاط العاهل البريطاني كرئيس لدولة أستراليا.
وهتف المحتجون "حياة السود مهمة "و" لا فخر بالإبادة الجماعية " بينما غادر ملك بريطانيا مدينة سيدني بأستراليا بالأمس الثلاثاء مع اقتراب زيارته التاريخية لأستراليا من نهايتها.
سيناتور "من السكان الأصليين" تتهم الملك تشارلز بالإبادة الجماعية
و دافعت عضوة مجلس الشيوخ الأسترالي عن مقاطعتها للملك تشارلز واتهامه بالإبادة الجماعية بعد أن ألقى خطابا أمام مبنى البرلمان الأسترالي، حيث قالت لـ "بي بي سي" إنه "ليس من هذه الأرض".
وكانت السيناتور ليديا ثورب، وهي من السكان الأصليين الأستراليين، قد قاطعت الحفل في العاصمة كانبيرا بالصراخ لمدة دقيقة تقريبا قبل أن يصطحبها أفراد الأمن بعيدا.
بعد أن ادعت أن إبادة جماعية ارتُكبت "ضد شعبنا"، وسُمعت وهي تصرخ "هذه ليست أرضك، أنت لست ملكي".
وكان الملك والملكة قد وصلا إلى كانبرا في وقت سابق منذ يومين، واستقبلهما صف من الساسة وتلاميذ المدارس وعمة نغونوال سيرينا ويليامز، الممثلة للسكان الأصليين.
وقد حظيا بترحيب تقليدي في القاعة الكبرى في مبنى البرلمان في كانبرا على صوت آلة الديجيريدو.
وتحدث الملك عن المجتمعات الأصلية وما تعلمه منها قائلا إن "تجربته الخاصة تشكلت وتعززت بفضل هذه الحكمة التقليدية"، مضيفا: "في زياراتي العديدة لأستراليا، شهدت الشجاعة والأمل اللذين وجها رحلة الأمة الطويلة والصعبة في بعض الأحيان نحو المصالحة".
ولم يعلق قصر باكنغهام رسميا على احتجاج ليديا ثورب، بل ركز بدلا من ذلك على الحشود التي حضرت لرؤية الملك والملكة في كانبيرا. و قال مصدر في القصر إن الزوجين الملكيين تأثرا بشدة بالآلاف الذين حضروا لدعمهم.
شاهد تقرير سابق لـ ET بالعربي: قبل تتويجه الملك تشارلز وذكريات طفولته يوم تنصيب والدته إليزابيثوتعتبر أستراليا دولة من دول الكومنولث، التي يشغل الملك البريطاني منصب رئيس الدولة فيها.
وعلى مدى عقود من الزمان، ناقشت أستراليا ما إذا كانت ستتخلى عن النظام الملكي وتصبح جمهورية. وفي عام 1999، طُرح هذا السؤال على الجمهور في استفتاء - وهو السبيل الوحيد لتغيير دستور الأمة – لكنه هُزم بشكل ساحق.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الدعم لحركة المطالبة بالاستقلال والتحول إلى جمهورية، نما منذ ذلك الحين، ويُعد رئيس وزراء البلاد الحالي، أنتوني ألبانيز، الذي صافح الملك قبل تدخل السيناتور مباشرة، جمهوري منذ فترة طويلة.