جدل واسع وانتقادات كثيرة لاحقت فقرات من العرض الإفتتاحي لإنطلاق دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية في نسختها الثالثة والثلاثين لعام 2024 الذي حصل بالأمس بـ 26 يوليو في باريس.
جدل حول استخدام لوحة العشاء الأخير
بدأ الجدل بعد فقرة استخدام لوحة "العشاء الأخير" ليوناردو دافنشي في مقاربة بدت مستغربة للبعض، ومسيئة للديانة المسيحية، متسائلين عن أهمية إقحامها بهذا الشكل في أكبر حدث رياضي حول العالم، وبالإضافة أيضا الى إنزعاج عالمي حول الاشارة الى البيدوفيليا.
ردود فعل المشاهير على لوحة العشاء الأخير
ومن المشاهير الذين تفاعلوا مع هذا الأمر على السوشيال ميديا، بيرس مورغان الذي كتب من خلال تغريدة عبر حسابه على x: "دراق كوين (ممثل بلباس امرأة) في لوحة العشاء الأخير في أولمبياد، هل كانوا قد سخروا من أي دين آخر مثل هذا؟ قرار مروع".
هذا العرض فتح باب المقارنات بين افتتاحيات النسخ السابقة .. كما البعض الأداء الرائع الذي قام به روان سيباستيان أتكينسون الذي اشتهر بعمل (مستر بين)، وقام بالمقارنة بين حفل الإفتتاح الذي حدث في فرنسا، وحفل الإفتتاح الذي قام به مستر بين سابقا في لندن خلال العام 2012.
ردود الفعل الواسعة على لوحة العشاء الأخير ، استدعت رداً على الحساب الرسمي للأولمبياد الذي أكدّ أن العرض كان "تفسيراً للإله اليوناني ديونيسوس، لجعلنا ندرك عبثية العنف بين البشر".
غير أن الإنتقادات لم تتوقف للآن حتى إيلون ماسك اعتبر أن ما حصل غير محترم ووصف العرض على إكس بأنه غير لائق: "إنه غير محترم للغاية للمسيحيين".
وعلق خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم "هذا غير مقبول وغير محترم وسيئ السمعة"، مضيفا: "استخدام لوحة العشاء الأخير في أولمبياد باريس هو إهانة للمسيحيين. أين احترام المعتقدات الدينية"؟.
عضوة البرلمان الأوروبي ماريون ماريشال عبر حسابها على منصة "إكس" رسالة إلى جميع المسيحيين في العالم، وكتبت بالفرنسية والإنجليزية قائلة: "إلى جميع المسيحيين في العالم الذين يشاهدون حفل باريس 2024، ويشعرون بالإهانة من هذه المحاكاة الساخرة للعشاء الأخير، اعلموا أن فرنسا ليست هي التي تتحدث، بل أقلية يسارية حاضرة دوما لأي استفزاز".
من جانبها، قالت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن "هذا المستوى ليس مجرد القاع.. إنه قاع نهر السين ذاته". وأكدت أنها لم تكن راغبة في متابعة عرض الافتتاح "ولكن عندما شاهدت راية الأولمبياد مرفوعة بالمقلوب لم أستطع تصديق أنها ليست مزيفة أو أنها تصميم فوتوشوب".
سيرين عبد النور علّقت على الموضوع وكتبت عبر إكس: "الشيطان وغيرته وحقده من العذراء مريم مهما حاول جر البشرية من خلال الحب المزيف الحرية المزيفة واغتصاب الطهارة ستبقى هي الام السماوية الطاهرة عدوة الشيطان التي لا تُقهَر إن البريئة من الدنس هي عكس الشيطان تمامًا. وهي البديلة عنه وهو يعرف ذلك. أسوأ شيء بالنسبة للشيطان هو أن التي أخذت مكانه في السماء ليست سوى والدة الكلمة الأزلي".
وتابعت: " يسوع المسيح، الذي أدى آلامه وموته إلى تخليص البشرية التي فعل الكثير لتدميرها. لقد أصلحت “نعم” مريم لله عصيان حواء، فمهّدت الطريق لعمل الخلاص لآدم الجديد. تم استبدال ضعف حواء الحقيقي الذي احتقره الشيطان بطاعة مريم المتواضعة، الطاعة لإرادة الله التي جعلتها قوية دون حدود. ".
سيلين ديون تبهر الجميع في افتتاح أولمبياد باريس
ويبقى أن عرض سيلين ديون وعودتها للغناء من الطابق الأول لبرج إيفل من أبرز المحطات الفنية في حفل الافتتاح حيث أدت أغنية "L'hymne à l'amour" (نشيد الحب) لإديت بياف.
وعلّق رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على إطلالة سيلين في افتتاح الأولمبياد، معتبراً عبر إكس أنها "تخطت الكثير من الصعاب لتكون هنا هذه الليلة. سيلين، من الرائع أن نراكِ تغنّين مجدداً".
وحمل حفل الإفتتاح توقيع المخرج المسرحي الفرنسي توما جولي الذي اعتبر أن المراحل الـ 12 المختلفة لحفل الافتتاح تحكي قصة بلد غني بتنوعه وطابعه الجامع، بما يمثّل أوجهاً عدة لفرنسا وليس وجهاً واحداً..
ديلي ميل تنتقد أخطاء حفل أولمبياد باريس 2024
وانتقدت صحيفة ديلي ميل البريطانية عرض الإفتتاح، بعدما أثر هطول الأمطار في حفل الافتتاح كثيراً، وسبّب مشاكل تنظيمية، وذلك بتعطل عدد من الشاشات العملاقة الموجودة في حديقة الأبطال في ساحة تروكاديرو القريبة من برج إيفل، وانقطاع التيار الكهربائي عن المكان المخصص للإعلاميين.
يذكر أن ألعاب باريس 2024 تجري وسط تعزيزات أمنية استثنائية، إذ يؤمن تنظيمها عشرات الآلاف من قوات الأمن والجيش. وقال رئيس اللجنة المنظمة، توني إستونغيه، إن "تنظيم حفل على نهر السين ليس أسهل من تنظيمه في ملعب... لكنه أقوى".