لم يعد يوم 23 مارس يوماً عادياً في الروزنامة البريطانية، ففي هذا اليوم تحديداً في العام 2020 أعلنت المملكة المتحدة الإغلاق العام بعد احتلال وباء كوفيد 19 البلاد، وفي الذكرى الأولى أضاءت بريطانيا شموعها لاستذكار ضحايا كورونا الذين تجاوز عددهم الـ126 ألف في بريطانيا.
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والذي أصيب سابقاً بوباء كوفيد 19 وبقي في العناية المركزة لثلاثة أيام، عبّر عن حزنه وقدم تعازيه لكل العائلات التي فقدت أحبائها،و قال في مؤتمر صحافي بما معناه: "اليوم هي الذكرى الأولى للإغلاق التام، وهي فرصة للتفكير بالعام الماضي الذي كان من أصعب الأعوام التي مرت على البلاد".
وتابع: "علينا أن نستذكر الأرواح العظيمة التي ظهرت في وطننا خلال العام الماضي. لقد لعب كل واحد منا دوراً، إن كان الذين يعملون في الصفوف الأمامية، من ممرضين ومقدمي رعاية، أو الذين يعملون على تطوير لقاح أو الذين يساعدون في إعطاء اللقاح، بالإضافة إلى تعليم الأطفال في المنزل وحتى البقاء في المنزل للحد من انتشار وباء كورونا".
وأضاف: "انه بسبب كل شخص منا تم إنقاذ الأرواح في هذه البلاد، وحماية خدمة الصحة الوطنية، وبدأنا بطريق حذر لتخفيف قيود كورونا بشكل نهائي".
وحذر بوريس من موجة ثالثة من كوفيد 19 يمكن أن تصيب البلاد ولاسيما مع بدء هذه الموجة في كل من فرنسا وإيطاليا.
كما شارك الأمير تشارلز رسالة بهذه الذكرى على حسابه على تويتر وهو الذي لم يسلم أيضاً من الإصابة بوباء كورونا في وقت سابق، قال بما معناه: "مهما كان ايماننا أو فلسفتنا، لنتوقف معاً ونستذكر هؤلاء الذين فقدوا أرواحهم، ونشكر حياتهم ونعترف بألم الفراق الذي لا يوصف، دعونا نعمل من اجل مستقبل مستوحى من أسمى قيمنا، والتي ظهرت بوضوح من قبل شعب هذا البلد في أكثر الأوقات تحدياً".
وذكرت الملكة إليزابيث الثانية في تغريدة على حساب العائلة الملكية على تويتر جاء فيها بما معناه: "يصادف اليوم ذكرى مرور سنة على الإقفال العام الوطني الأول في المملكة المتحدة. وبهذه المناسبة تقود منظمة ماري كوري "اليوم الوطني الأول للتفكير" Day of Reflection وذلك لنستذكر أولئك الذي فقدوا أرواحهم في العام الماضي وندعم الذي فقدوا أحبائهم". "ماري كوري" هي منظمة خيرية الراعي الملكي لها منذ العام 2003 الأمير تشارلز.
كما قامت بإرسال باقة ورود إلى مستشفى St. Bartholomew في لندن حيث أجرى الأمير فيليب مؤخراً عملية جراحية، وأرفقت باقة الورود مع رسالة جاء فيها بما معناه: "بينما نتطلع لمستقبل أكثر إشراقاً معاً، نتوقف اليوم لنتأمل الحزن والخسارة التي لا يزال يشعر بها الكثيرون، كما نشيد بخدمة أولئك الذين قدموا لنا الدعم طوال العام الماضي".
وأضاءت بريطانيا The London Eye، برج بلاكبول وقلعة إدنبرة باللون الأصفر، كما أضيئت واجهة كاتدرائية ليتشفيلد بعبارة "Reflect Support Hope".
من فعاليات هذا اليوم أيضاً قيام الآلاف بإضاءة الشموع عند الثامنة مساءً، أما عند الساعة 12 ظهراً وقف الناس في البرلمان والمستشفيات والكنائس والأماكن العامة والمكاتب دقيقة صمت على أرواح ضحايا كورونا في "اليوم الوطني للتفكير" National Day of Reflection.
في 23 مارس من العام 2020 في اليوم الذي خرج بوريس جونسون بخطاب طلب فيه من الناس البقاء في منازلهم لم يكن يتجاوز حينها عدد المصابين بكورونا الألف شخص، وبعد مرور عام لقي نحو 126172 شخصاً حتفهم بسبب وباء كورونا، ويعتبر هذا العدد هو أسوأ حصيلة في أوروبا وخامس أعلى عدد في العالم.
