في حديثه ضمن فعاليات قمة الإعلام العربي Arab Media Summit 2025، خطف بيرس مورغان Piers Morgan الأضواء بأسلوبه الحاد وطرحه الجريء، لكن ما ميّز خطابه هذه المرة كان إعجابه الشديد بتجربة دبي وتقديره لطموح قيادتها، إلى جانب رؤيته الواضحة لمستقبل الإعلام في ظل التحولات الرقمية التي يقودها جيل الشباب.
"الشباب هم البوصلة.. ومن لا يرى ذلك، فليخرج من اللعبة"
توقف بيرس مورغان مطولاً عند تغيّر أنماط الاستهلاك الإعلامي، ووجه رسالة مباشرة لصنّاع القرار في المؤسسات الإعلامية قائلاً: "إن أردتم معرفة مستقبل الإعلام، عليكم النظر إلى ما يفعله الشباب. هم دائماً يعطونكم لمحة عمّا سيأتي. بإمكانكم تجاهلهم، لكنكم بذلك تحكمون على مؤسساتكم بالموت البطيء".
وأضاف بأسلوبه الساخر: "بعض المسؤولين في الإعلام التقليدي ما زالوا عالقين في العصور المظلمة، يظنون أن الصحف الورقية ستعود يوماً ما. شخصياً، أحب أن أستلم ست صحف ورقية يومياً وأنا في لندن، أحب صوتها وهي ترتطم بباب منزلي، لكن الحقيقة؟ لا أحد تحت سن 35 يقرأ الصحف الورقية. كل شيء رقمي، كل شيء على الهاتف أو اللابتوب. استفيقوا، العالم تغيّر".
"دبي تغيّرت.. والطموح فيها مُعدٍ"
وتحوّل الحديث إلى دبي، حيث أعرب بيرس مورغان عن انبهاره بالتطوّر الذي شهدته المدينة منذ زيارته الأخيرة عام 2009. وقال مبتسمًا: "عندما زرت دبي في 2008، صورت وثائقيًا وقلت حينها إنها المدينة الأكثر إثارة وازدهارًا في العالم. لكن للأسف، الوثائقي عُرض تزامنًا مع الأزمة المالية العالمية!".
وسرد مورغان قصة طريفة عن رجل اشترى قطعة "المملكة المتحدة" ضمن مشروع "جزر العالم" في دبي، قبل أن يدخل السجن بسبب الديون، ليُقال لاحقًا إنه أعاد شراءها. وعلّق على القصة قائلًا: "إن كانت صحيحة، فهي أصدق تعبير عن مسيرة دبي: من القمة، إلى التحدي، ثم العودة من جديد... وأقوى!"
وأضاف: "أشعر بطاقة لا تُصدق هنا. التطور في دبي مذهل، الديناميكية، الطموح، الطاقة... كل شيء معدٍ. منذ لحظة نشري لصورة على إنستغرام، انهالت عليّ التعليقات، طبعًا معظمها يطلب دعوة لعشاء مجاني! لكن الكثيرون عبّروا عن رغبتهم بالعيش هنا وتوسيع أعمالهم. هذا إنجاز يجب أن تفخروا به".
برج خليفة... عندما يصبح الطموح أعلى بـ40٪
استعاد مورغان ذكريات زيارته إلى برج خليفة، قبل افتتاحه، قائلاً: "كنت في قفص معدني متهالك أرتفع به إلى الأعلى، وأنا أخاف المرتفعات، وشعرت كأني أصعد إلى الفضاء!".
لكن ما فاجأه أكثر، كانت القصة التي سمعها آنذاك عن قرار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، برفض أي تصميم للبرج ما لم يكن أعلى بـ40٪ من أعلى ناطحة سحاب في العالم آنذاك."قال حينها: الآن فقط، سنبني البرج. هذا هو الطموح الذي أريده في بلادي، لكن للأسف نفتقده. أريد قادة يفكرون بأن يكونوا دائمًا أعلى، وأكبر، وأفضل بـ40٪ من الجميع".
وختم حديثه قائلاً: "دبي نجحت في تقديم نموذج عالمي.. وأنا أغار!".