في الذكرى الـ 36 على رحيل عاصي الرحباني، التي تصادف يوم عيد الأب إذ رحل في 21 يونيو من العام 1986، تحدثت ابنته ريما الرحباني بإطلالة إعلامية هي الأولى لها منذ غياب طويل، وتناولت الصفات التي تحلّى بها والدها وما تعلمته منه وهاجمت وتوعدت وحذرت، وذلك في مداخلة مع "النهار العربي".
وقالت ريما "عاصي أجمل وأكرم وأحن وأنبل أب ممكن أي انسان يحلم يكون تحت جناحه. عاصي الحيط اللي كلنا تكينا عليه وما عرفنا قيمته الحقيقية إلا لما تركنا وفل".
وتابعت "تعلمت منه أشياء كتيرة ما بقدر أذكرها أو عددها، وللصراحة ما بعرف اذا تعلمتها أو ورثتها منه.. النبل، الكرم، الصدق، النقد الذاتي، انه بالفن ما في شي نهائي، الشغل من دون سؤال أو تعب أو ملل.. احتقار المصاري وحب الناس الطيبين والحطابين والحصادين والضيع الخجولة، حب الأرض والوطن والكرامة وعزة النفس والاختيار، نعبّر عن نفسنا بإخلاص والشغل ثم الشغل ثم الشغل دون الالتفات إلى الوراء".
ولفتت إلى أن هناك الكثير من الأشياء التي اكتشفت أنها تشبه فيها والدها بعد رحيله، وأنها كانت تفتعل المقالب مع والدها بأفراد العائلة.
"غياب عاصي حملّني مسؤوليات"
وتابعت "كنا نقرأ أعمال قيل انها احترقت بالمكتب وبالحقيقة كانت بخزانات عاصي بالرابية متروسة ع كل الرفوف، وفجأة بعد غيابه شفناه انها انسرقت من البيت. هالبيت ما كان حدا يزوره بآخر كم سنة. صرت اليوم شوفه أكتر هالعبقري اللي ما رح يتكرر، ولا بعد ألف سنة. بشتاقله كتير رغم اني بحسه ع طول معي، وبحسه دايرني من فوق بكل خياراتي وقراراتي وكلماتي وأعمالي، مش بحسه أنا أكيدي..".
وأضافت "هالشي بريحني وبعذبني بنفس الوقت، لأني كنت بحب ضمه وقوله أديش بحبه وقوله قديه غيابه تعبني وتعب فيروز وقديه حملني هو وفيروز هموم ومسؤوليات كنت بفضل ما احملها، لأنها أخدت عمري إلي وتعبتني كتير".
ورداً على سؤال، قالت "مع انه عاصي عصي على النسيان، بس اليوم كلنا منعرف خطورة الإعلام. والأجيال اللي جايي إذا ما تعرفت على عاصي مش الاعلام اللي رح يعرفها عليه، خاصةً وانه مأجور. ويمكن صاروا معظم الناس بيعرفوا مين عم يفتلوا، لهيك من وقت للتاني بذكر ع طريقتي بأعمال عاصي".
"يوم عاصي"
"بس انه بلد عنده عاصي الرحباني ما خطر له يوم يعمل "يوم عاصي"، عاصي مش عن عبث فل بيوم عيد الأب، وعيد الموسيقى، أبداً مش عن عبث، أساساً أنا بأمن ايمان مطلق انه كل شيب يحصل لسبب ما، ما في صدف بالحياة، هيدا بلد استخسر بعاصي يوم بالسنة؟ شارع ببيروت؟ والاعلام والدواعش مجتمعين على مخطط إلغاء الفن الحضاري. انه إذا حدا قرر يكرّم عاصي منصير نقول يا ريته ما قرر"، قالت ريما الرحباني.
وأكملت ريما الرحباني بجرأتها المعتادة كلامها، وقالت "لأن ثقافة بدائية ما في.. يعني مثلاً: بيعملوا حلقة بجيبوا الجهابذة يحكوا عن عاصي، مين دول؟ أو بجيبوا شوية فنانين يغنولوا لعاصي. يا رب تنجينا. لما بدك تكرّم شخص لازم تكون من مستواه وطلوع لتقدر تكرمه، وإلا بتكون عم تتعربش عليه".
لم يسلم مؤدود أغنيات عاصي وفيروز من هجوم ريما، التي سألت "شو في أجمل من تكريم عاصي بأعمال عاصي الأصلية؟ بصوت فيروز الأصلية. عاصي ما بيتكرم بأصوات النعيق اللي عم يبهدل هالارث، أو شوية شوايعريين بقولوا أغاني عاصي إلقاء، على أساس هني المتبني.. والله عيب". وأكدت أنه لا يحق لأحد أن يأخذ عملاً متكاملاً من لحن وكلمات وصوت ويقسمه.
واعتبرت أنه لا يجوز وضع أغنيات عاصي على الإعلانات من أجل كسب المال، وأكدت أن عاصي لم يتعب كي يتم تشويه ارثه. وشددت على ضرورة الحفاظ على ارث عاصي وعدم المس به.
ورأت أن هناك طريقتين ممكن أن تليقا بعاصي الرحباني، وقالت من خلال "بث أعماله متل ما هي بصوت فيروز بإدارة عاصي، أو الناس الطيبة تحكي عنه.. هول الشغلتين بس بكرموا عاصي عدا عن ذلك بتكون عم تستعمل عاصي لتوصل لمكان آخر مش بريء أبداً.. غير ذلك كله تشويه وطعن بإرث عاصي".
وهاجمت ريما من اعتبرها تفرق بين والدها وشقيقه منصور الرحباني، وقالت "البعض بدو يضل يعتبر شي، بحب هالبعض ما بيعتبر شي إلا لما انا احكي، أو أعمل أي شي مرة كل ست سنين يعني، يا ريته البعض يسمعنا صوته لما غيري بضل يدس سمومه تحت وفوق الطاولة وبالاعلام والمنابر والتواصل الاجتماعي.. على عدد التكات بهالكون المقفلة. وقتها ما منسمع حدا عم يقول في فصل مع انه في فصل ولا التاني.. أنا عم كرّم بيي اللي هو عاصي الرحباني، تانياً كل انسان بتكرمه متل ما بحب تكرمه، البسيط مع البسطاء والعالمي مع العالميين.. ثالثاً: لنحكي بوضوح تام، ريما مُصّرة تحكي عنه وتفرق عاصي عن منصور ايه خطأ! الصح هو، هوليك اللي مصرين وغصباً عن الطبيعة يمحو عاصي من الأخوين ويدوبو الأخوين بالرحابنة اللي هني هني نفسهم، وإذا مكفيين هيك وما رح يتركوا الأخوين بحالهم، ويحلوا عن إرث ما إلهم في لا من قريب ولا من بعيد رح يضطروني قول حقايق ما بتعجب خاطرهم أبداً وبالوثائق على أنواعها".
"لاء مش رح ضل ساكتة"
واستغربت ريما عدم طرح الإعلام على منصور وعائلته سبب تغييب عاصي عمداً، ولماذا يفصل بينه وبين شقيقه؟
وأوضحت "صحيح عاصي اخترع الأخوين وصحيح بقيت قول الأخوين احتراماً لعاصي، انما إذا رح يكفوا الجماعة بمخططهم وبالتشويه عمداً لهذا الإرث.. لاء مش رح ضل ساكتة أبداً وعاصي مش رايدني ضل ساكتة، إي نعم عطاني كل الحقايق قبل ما يفل وقالي انت بتعرفي أيمتن بتعوزيها".
وتوجهت إلى والدها بكلمة في الختام قالت فيها "أنت يا بيي قلتلي الحق ما بموت وبكرا زرعنا بيطلع، وبدي قلك معك كل الحق كمان مرة زرعك طلع وأنت بقيت ككوب بعيد يلمع في الصبح كدخان يصعد ويصعد، ورا كل صخرة وتحت كل شجرة بفيت كل بيت عم يخلق ولد لعاصي.. وللفيروزيين العصيين اللي بشاركوني دايماً باحتفالية عاصي وبيجعلوا 21 حزيران/ يونيو أقل وحشة وغربة بهذا الكون الممتلئ بالظلم والوجع الكم كل الحب والشكر والامتنان مني ومن عاصي".
كما ذكّرت ريما في ذكرى رحيل والدها على صفحتها على فيسبوك الجمهور لمشاركة فيديوهات وأوديو لعاصي الرحباني حصراً وإلا سيتم حذف المنشورات.
