المخاوف التي تجتاح العالم من سرعة انتشار فيروس كورونا أو كما بات يُعرف بـ"كوفيد 19"، دفعت منظمي مهرجان كان السينمائي إلى تأجيل فعاليات المهرجان الأشهر في العالم.
إذ كان من المقرر أن تبدأ فعالياته في الثاني عشر من مايو المقبل وتمتد إلى الثالث والعشرين منه، وبعد تأجيله أمل المنظمون أن يُقام المهرجان في أواخر يونيو المقبل أو في أوائل يوليو على أمل أن يكون العالم قد تخلّص من وباء كورونا.
إلا انها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تأجيل مهرجان "كان" أو إلغاؤه، فمنذ 52 عاماً تم إلغاؤه في منتصف الطريق.
ففي العام 1968 حيث انطلقت الفعاليات في العاشر من مايو مع فيلم Gone With the Wind، قدمت حفل الإفتتاح حينها الممثلة الأميركية وأميرة موناكو غريس كيلي.
لكن خارج بريق "كان" الساحر، حيث كانت باريس بل وكافة أنحاء فرنسا مشتعلة. إذ شهدت البلاد احتجاجات طلابية وإضرابات عمالية وسُجل خروج نحو ثلاثة ملايين عامل فرنسي إلى الشوارع، مما أدى إلى إغلاق البلاد بشكل كامل.
في 13 مايو أي بعد بدء المهرجان بثلاثة أيام، أصدرت الجمعية الفرنسية للنقاد بياناً تطالب فيه بتعليق المهرجان وطلبت من سكان كان دعم الطلاب في احتجاجاتهم ضد قمع الشرطة والذي يعتبر اعتداء على ثقافة الحرية ومبادئ الديمقراطية.
في البداية رفض مهرجان "كان" التوقف، ولكن الجيل الجديد من المخرجيين الفرنسيين، مؤسسو حركة Nouvelle Vague، اتخذوا موقفاً فيما يتعلق بذلك. ثم طالب كل من جان لوك غودار، فرنسوا تروفو وعضو لجنة تحكيم مسابقة كان لويس مال بإيقاف المهرجان. وخلال مؤتمر صحافي في 18 مايو طلب تروفو بوجود زملاءه على المنصة أن يتم تعليق المهرجان، وقام ميلوس فورمان بسحب فيلمه The Fireman’s Ball من المسابقة.
وكذلك خلال عرض فيلم Peppermint Frappe ضمن فعاليات المهرجان، صعدت غيرالدين شابلن والمخرج كارلوس سورا إلى المسرح في محاولة لمنع الجمهور من مشاهدة الفيلم. وقبل الانتهاء الرسمي للمهرجان بخمسة أيام وبعد عرض 11 فيلماً من بين 28 فيلماً في المسابقة، أعلن المنظمون عن انتهاء فعاليات مهرجان كان ولم يتم منح جوائز في ذلك العام.