لحظات مؤثرة شهدها قصر بعبدا، حيث كرّم رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون و السيدة اللبنانية الأولى نعمت عون الإعلامية هدى شديد، تقديرًا لمسيرتها المهنية الصلبة وكفاحها الملهم في مواجهة مرض السرطان.
الحفل الذي حضرته اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، حمل في طياته رسائل دعم وتقدير لشخصية استثنائية لم تعرف الاستسلام.
الرئيس جوزاف عون و السيدة الأولى نعمت عون يكرمان هدى شديد
لطالما كانت هدى شديد رمزًا للمهنية والتفاني، دخلت قلوب اللبنانيين بموضوعيتها وشغفها بنقل الحقيقة. تكريمها اليوم جاء ليؤكد على مكانتها، ليس فقط كإعلامية قديرة، بل أيضًا كمثال للصمود في مواجهة التحديات.
في كلمته، عبّر الرئيس عون عن إعجابه بقوة شديد وإيمانها، قائلاً: "رافقتُ مسيرتك مع المحنة فاستمدَّيتُ من بسمتك الإلهام والأمل. تعلمت من صمتك كيف نخوض الحياة بسلام ورجاء، ومن كلامك كيف يتغلَّب الصبر والمحبة على الاستسلام". كما أشاد بدورها في الإعلام اللبناني، مؤكدًا أنها حافظت على موضوعيتها ووطنيتها في ممارسة رسالتها الإعلامية.
من جهتها، هدى قالت في كلمتها: "تأثرت كثيراً بالعاطفة الكبيرة وباللفتة الإنسانية الراقية التي خصصتموني بها، فخامة الرئيس العماد جوزاف عون والسيدة الأولى نعمت او "نانو" كما اعتدت ان اسمّيك منذ ان تعرفت اليك، وايضاً نزولاً عند رغبتك ورغبة فخامة الرئيس بأن ابقي على هذا الاسم. اعتدنا في لبنان ان يتم تكريم المرء بعد مماته، انما قد يكون التكريم حياة ثانية وقوة دفع وتشجيع للتسليم بإرادة الرب الذي قال "لا تسقط شعرة من رؤوسكم الا بإرادتي".
وقالت: "الشكر يبدأ عندكم فخامة الرئيس والسيدة الأولى، ويمتد الى رفيق شلالا، الانسان الذي اعتدنا ان يكون استاذنا وراعينا، وهو الذي رافقني من خلال رعايته واحتضانه وارشاداته، طوال 30 سنة قضيتها في القصر الجمهوري اتولى فيها، في مهنة المتاعب، التغطية ليلا نهارا، حتى قيل عني انني كبيرة المراسلين او عرّابتهم في القصر الذي بتّ احفظ عواميده، وقد امضيت اكثر من نصف حياتي فيه، وهو الذي كان، وسيبقى رمز وحدة الوطن وسلطة الدولة وسلامة المؤسسات، وعند اقفاله تكون الدنيا كلها قد أقفلت في وجهنا، لكنه عاد الى الحياة معكم، فخامة الرئيس".
واضافت: "ان فرحتي اليوم عارمة، وكنت امضيت اكثر من أسبوع اجاهد من اجل ان تكون روحي في هذا التكريم اقوى من مرضي الجسدي، كما رغبت بشدة ان احضر اليوم وانا واقفة على رجليّ بدل ان أكون على الكرسي المتحرك الذي رافقني في الفترة الأخيرة. وارغب في استئذانك، فخامة الرئيس، لكي اقدّم هذا الدرع التكريمي الى الشيخ الضاهر واسرة المؤسسة اللبنانية للارسال، التي بقيت احتفل فيها بالحياة، هذه المؤسسة التي توّجت فيها مسيرتي واستمديت منها القوة، وساهمت في نشر رسالة لكل مريض بأن الحياة لا تنتهي مع المرض".
رسالة أمل من قصر بعبدا
تكريم هدى شديد في قصر بعبدا لم يكن مجرد احتفال، بل كان تأكيدًا على أن التفاني والمهنية والإنسانية لا تمر مرور الكرام. هي رسالة أمل لكل من يواجه صعوبات، بأن الإصرار والتحدي قادران على صنع الفرق، تمامًا كما فعلت هدى شديد في رحلتها الإعلامية والحياتية.

