بعد أن رحلت سميحة أيوب عن عمر ناهز الـ 93 عامًا، نستذكر أبرز محطات حياتها الفنية التي شكّلت خلالها "سيدة المسرح العربي" علامة فارقة في تاريخ الفن، ومسيرة استثنائية امتدت لأكثر من سبعة عقود بين المسرح والسينما والدراما.
من شبرا إلى القمة
وُلدت سميحة أيوب في حي شبرا بالقاهرة، وبدأت مشوارها الفني مبكرًا عام 1947 من خلال فيلم "المتشردة"، قبل أن تلتحق عام 1949 بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتتلمذّت على يد مؤسسه زكي طليمات. وبالتوازي مع دراستها، واصلت العمل في المسرح وفي السينما، ولفتت الأنظار بأدائها في أفلام مثل "شاطئ الغرام" و"ورد الغرام" مطلع الخمسينات.
سميحة أيوب : سيدة المسرح العربي
رغم تعدد تجاربها الفنية، بقي المسرح هو عشق سميحة الأول. وقدّمت خلال مسيرتها نحو 170 مسرحية، من أبرزها: "رابعة العدوية"، "سكة السلامة"، "دماء على أستار الكعبة"، و"دائرة الطباشير القوقازية". وتولّت إدارة المسرح الحديث بين عامي 1972 و1975، ثم المسرح القومي المصري في فترتين متتاليتين من 1975 حتى 1989، لتُصبح أول فنانة تتولى هذا المنصب مرتين.
بين السينما والتلفزيون
لم تكتفِ أيوب بالمسرح، بل أثرت الشاشة الكبيرة بأدوار مميزة في أفلام مثل "أرض النفاق"، "فجر الإسلام"، "بين الأطلال"، "تيتة رهيبة" و"الليلة الكبيرة". أما على شاشة التلفزيون، فقدّمت أعمالًا بارزة منها: "الضوء الشارد"، "أوان الورد"، "أميرة في عابدين"، "المصراوية"، "الطاووس"، "نقل عام"، و"سكر زيادة".
آخر ظهور درامي في رمضان 2023
كان مسلسل "حضرة العمدة" الذي عُرض في موسم رمضان 2023 آخر ظهور درامي لسميحة أيوب، حيث شاركت في عمل ناقش قضايا تمكين المرأة من خلال قصة صفية، الأستاذة الجامعية التي تجد نفسها فجأة عمدة لقرية تواجه فيها العديد من التحديات.
تكريمات وجوائز
نالت الراحلة عشرات التكريمات من مصر والعالم العربي، حيث اعتُبرت رمزًا للقوة الفنية والإنسانية، وصوتًا صادقًا لقضايا الفن والمجتمع. برحيل سميحة أيوب، تُطوى صفحة من صفحات المجد المسرحي والدرامي في مصر والعالم العربي، لكن أعمالها ستبقى خالدة تروي حكاية فنانة صنعت التاريخ، ولم تُشبه أحدًا.
تقرير سابق من ET بالعربي: سميحة أيوب وصفية العمري بين الملكة نازلي والأميرة فوزية